تمكن جلالة الملك من وضع برامج تنموية طيلة 20 سنة لترسيخ مبادئ التضامن والتكافل الإجتماعي وذلك عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي هذا الصدد، قال عتيق السعيد باحث جامعي:"عرف المغرب مسارا طويلا من التنمية البشرية رسخ من خلالها جلالة الملك محمد السادس مبادئ التضامن و التكافل الاجتماعي حيث استطاع المغرب وضع برامج تنموية محلية تستهدف بالأساس كل المناطق القروية المعزولة كما تمكن من الاندماج الفعلي في مشاريع اقتصادية مدرة للدخل و فك الهشاشة و التهميش والإقصاء، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اسسها جلالة الملك خدمة للمواطن بشكل مستدام عبر الأوراش التي فتحتها من منظور البرامج التنمية متمثلة فيما يلي: - إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، التي تمت بلورتها وفق هندسة جديدة، تطلبت تعبئة استثمارات تقدر ب18 مليار درهم، تهدف إلى إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية. - تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من ان تحظى بإشادة المنتظم الدولي، لما لها من دور أساسي و فعال في خلق آلية للتعاون و التضامن المجتمعي. - ساهمت المبادرة في تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، و مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة و ايضا تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بشكل مستدام. - عملت المبادرة على تحديد مهام أجهزة الحكامة بشكل ينسجم مع ورش الجهوية المتقدمة، و بالشكل الذي يضمن نجاعة وفعالية هذا الورش في المستوى المجالي الذي تعمل فيه. - وقع جلالة الملك اتفاقية إطار تهم دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي لدى الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة بالوسط القروي وتهدف هذه الاتفاقية إلى دعم التعليم الأولي، وتعزيز خدمات الداخليات، والإطعام والنقل المدرسي، وتعزيز الأنشطة المدرسية الموازية. - ساهمت مشاريع المبادرة على مستوى دعم الخدمات الأساسية، في فك العزلة والحد من الفوارق المجالية عبر تقوية المسالك الطرقية والربط بشبكتي الماء الصالح للشرب والكهرباء وكذا تيسير الولوج للخدمات الصحية للقرب عبر إحداث دور الأمومة والمراكز الصحية واقتناء سيارات للإسعاف بالإضافة الى تنظيم القوافل الطبية والحملات الصحية. ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ تاسيسها في سنة 2005 برؤية ملكية تضامنية للمجال الاجتماعي على اعتماد احدث النظم والأساليب التدبيرية وذلك من خلال وضع أهداف واضحة تتسم بالإنسجام والفعالية والنجاعة والملائمة مع القدرة على التأثير و تحديد دقيق للمؤشرات كل ذلك وفق آلية الحكامة المحلية -مكنت المبادرة من تقليص العجز المسجل على المستوى السوسيو -اقتصادي، في إطار البرامج المعتمدة: برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، الذي استهدف في المرحلة الأولى 2005-2010، 403 جماعة ترابية، مع توسيع قاعدة استهدافه ليشمل 702 جماعة ترابية خلال المرحلة الثانية. برنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، الذي هم في المرحلة الأولى 264 حيا، وقد ارتفع هذا العدد ليبلغ 532 حيا خلال المرحلة الثانية. برنامج محاربة الهشاشة، والذي جاء لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى، والمسنين، ودعم الإدماج السوسيو اقتصادي بالإضافة إلى حماية الطفولة والشباب حيث توسعت قاعدة استهدافه من ثمان فئات في المرحلة الأولى إلى عشر فئات في المرحلة الثانية. برنامج أفقي، يعنى بالمناطق غير المستهدفة حسب المعايير المعتمدة بالبرامج الأخرى. وبرنامج التأهيل الترابي للمناطق المعزولة والصعبة الولوج، الذي أعطيت انطلاقته سنة 2011 حيث استهدف 3.300 دوار موزعة على 22 إقليما. وخلص السعيد إلى أن المبادرة مكنت بفضل الهندسة المتفردة لبرامجها الاجتماعية من تحقيق رافعة مالية ناهزت نسبتها 53%، مع الإشادة الدولية بدورها كتجربة رائدة في مجال التنمية البشرية.