يقول الكاتب وعالم الأنثروبولوجي «إدوارد تي هول»: «المهارة هي واحدة من أهم ممتلكاتنا»، وبلا شك أنّ عصرنا الحالي هو عصر (المهارة الناعمة)، حيث ينبغي أنّ يمتلك الفرد بعض المهارات الفريدة والمميزة حتى يتمكن من تحقيق النجاح والتفوق في حياته سواءً على الصعيد المهني أو في علاقاته الاجتماعية. والمهارات الناعمة هي إحدى تلك المهارات التي تُحدد نجاح الفرد، فوفقاً لدراسة أُجريت من قِبل كل من معهد ستانفورد للأبحاث والدراسات ومركز كارنيجي ميلون، خلصت نتيجتها إلى أنّ النجاح في العمل على المدى الطويل يعتمد على امتلاك الفرد 75% من المهارات الناعمة و25% من المهارات الصلبة، تخبرنا المدربة والباحثة في التطوير ومديرة إحدى مكاتب التعليم/ نوف القحطاني، بما هي المهارات الناعمة وكيفية اكتسابها:
الفرق بين المهارات الناعمة والصلبة «الفرق بين المهارات الناعمة والصلبة، أنّ المهارات الناعمة هي المهارات والقدرات التي تحدد سلوك وشكل العلاقات مع الآخرين، والنهج المتبع في الحياة والعمل مثل مهارات التواصل، حل المشكلات، القدرة على اتخاذ القرارات، العمل الجماعي، القدرة على التفاوض والتفكير الإبداعي وغيرها الكثير، في حين أنّ المهارات الصلبة هي الخبرة والمؤهلات وكل ما يتعلق بالقدرات المعرفية لأداء مهام العمل مثل: مهارات استخدام الحواسيب، تحليل البيانات، تعدد اللغات وغيرها».
لماذا المهارات الناعمة؟ حسب دراسة مستقبل الوظائف الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فقد بينت أن ملايين الوظائف في طريقها نحو الاختفاء بحلول عام 2020م، نتيجة تقنيات الذكاء الصناعي والروبوتات وعوامل اقتصادية واجتماعية والتي ستؤدي إلى استبدال الكوادر البشرية، فيما ستظهر ملايين أخرى من الوظائف. واستشرافاً للمستقبل وفي ظل هذا التطور المتسارع في سوق العمل أصبح معيار التوظيف لا يقف فقط على المؤهلات والخبرات الفنية) المهارات الصلبة، ولكن الاهتمام أكبر بالمهارات والسلوكيات التي تسمح للموظف بالانسجام مع زملائه الموظفين والتي تعطيه القدرة على اتخاذ القرارات الهامة وتسمح له باكتساب الاحترام وبناء علاقة مع الزملاء والعملاء، ما يؤدي إلى وجود بيئة عمل أفضل تتمتع بالتنوع والإبداع والابتكار (المهارات الناعمة)، والتي تعتبر ميزة ذات قيمة مضافة للفرد والمؤسسة تضمن مواكبة التطور ومستجدات العمل».
كيفية اكتساب المهارات الناعمة يمكن تنمية المهارات الناعمة من خلال طريقتين: 1- من جهات معتمدة بواسطة التالي: - التدريب من جهات معتمدة كالجامعات والمؤسسات ومراكز التدريب ومنح شهادات اجتياز واعتماد. - يقع على عاتق القادة والرؤساء ومدراء الأقسام تمكين الموظف في العمل من خلال تفويض الموظف بمهام جديدة، بهدف تطوير مهاراته بمختلف المجالات. - التفكير بطريقة غير تقليدية (خارج الصندوق)، وينبغي على المدراء أيضاً التشجيع على ذلك، بالإضافة إلى تحفيز مهارات الابتكار والإبداع وحل المشكلات.
2- التعلم الذاتي: - السعي المستمر لتطوير الذات باستمرار لاسيما في المهارات المطلوبة للنجاح والابتكار والإبداع وهي أهم المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل عند التوظيف. - تواصل الخريجين والراغبين بالحصول على فرص عمل مع من يشغلون الوظائف المماثلة، وذلك لاكتساب الخبرات والتعرف على المهارات اللازمة لإنجاز العمل. - التعرف الجيد على المهارات الشخصية ومقارنتها بالمهارات المطلوبة للوظائف وتطويرها من خلال التدريب والممارسة. - توظيف المهارات الناعمة في المواقف الحياتية المختلفة، كي يكتسب الفرد مهارات التعامل والتواصل والتعلم المستمر في كافة المجالات. - التطوير المستمر للمهارات الناعمة من خلال القراءة والاطلاع على المستجدات. - طلب المشورة من المختصين والخبراء، والاقتداء بأهل الخبرة واتخاذهم كمرشدين.