وصف الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني الجزائري، رئيس أركان الجيش، اليوم الأربعاء بوهران، مواقف الحراك الشعبي ب"المتعنتة" ومطالبه ب"التعجيزية". وقال قايد صالح، في ثالث يوم من زيارته للناحية العسكرية الثانية بوهران، إنه "يتعين على الجميع فهم وإدراك كافة جوانب وحيثيات الأزمة في الفترة المقبلة، خاصة في شقها الاقتصادي والاجتماعي"، مؤكدا أن هذه الأزمة "ستتأزم أكثر إذا ما استمرت هذه المواقف المتعنتة والمطالب التعجيزية، مما سينعكس سلبا على مناصب العمل والقدرة الشرائية للمواطن، خاصة في ظل وضع إقليمي ودولي متوتر وغير مستقر".
وأشار رئيس الأركان الجزائري، إلى أن الجيش س"يدعم الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد"، مضيفا بالقول: "سجلنا محاولات من أطراف أجنبية، انطلاقا من خلافات تاريخية، لرزع الفتنة وضرب استقرار البلاد، في ظل المسيرات المستمرة".
أكد أن المرحلة "الحاسمة، تتطلب من الشعب الصبر، والتحلي بالوعي، والفطنة، للوصول إلى بر الأمان".
ولفت إلى أن المرحلة الانتقالية، ستتم ب"مرافقة الجيش، الذي سيسهر على تلبية هذه المطالب".
في ظل ذلك، شهدت العديد من المدن الجزائرية، إضرابًا عامًا في مختلف القطاعات، ومسيرات في عدة مدن؛ رفضًا لتولي عبد القادر بن صالح رئاسة البلاد مؤقتًا، مطالبة برحيل كل النظام.
وكان بن صالح يرأس مجلس الأمة، وتولى رئاسة الجمهورية رسميًا منذ امس الثلاثاء، استنادًا إلى المادة الدستورية 102 التي تنظم حالة "شغور المنصب"، بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة، الأسبوع الماضي.
ولقيت الخطوة رفضًا شعبيًا واسعًا، واعتبر محتجون أنها تمثل "استمرارا لرموز نظام بوتفليقة في حكم البلاد".
وتجمع آلاف العمال والطلبة والمواطنين في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، صباح الأربعاء، ورددوا هتافات رافضة لرئاسة ابن صالح، وسط انتشار كثيف لرجال الأمن.
وفي ساحة "أول ماي"، وسط العاصمة أيضًا، منعت الشرطة انطلاق مسيرة احتجاجية استجابة لدعوة تكتل يضم 13 نقابة مستقلة.
ولاحقًا تخطى محتجون حواجز أمنية نحو شوارع وأزقة جانبية، وتوجهوا إلى ساحة البريد المركزي للالتحاق بالتظاهرة الرئيسية.
وهتف المحتشدون ضد ابن صالح، وطالبوا بإسقاط كامل رموز النظام القائم، سيما حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر نقابي قوله إن أكبر منطقة صناعية بالعاصمة تشارك في الإضراب العام.
وأضاف أن موظفي عشرات الشركات الحكومية والخاصة امتنعوا عن العمل أيضًا، وسط إغلاق أغلب مدارس العاصمة أبوابها.
ويأتي الإضراب بدعوة من تكتل يضم 13 نقابة مستقلة من قطاعات التعليم والصحة والبريد والطيران؛ ترفض التعامل مع حكومة "بدوي" وتولي ابن صالح إدارة مرحلة انتقالية.
والثلاثاء، أعلن البرلمان الجزائري، رسميًا، شغور منصب رئيس الجمهورية، وتولي رئيس مجلس الأمة، الغرفة الثانية للبرلمان، رئاسة الدولة 3 أشهر، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية.