اعتبر البروفيسرو برونو بيرنارد، أستاذ جامعي بلجيكي وخبير في القضايا الإفريقية، أن نداء القدس الذي وقع عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، والبابا فرنسيس بمناسبة زيارته للمغرب يشكل " وحدة مقدسة " رسخها أمير المؤمنين ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، وبين المسلمين والمسيحيين، ضد المناورات الرامية إلى المس بالمدينة المقدسة. وأوضح الأستاذ المحاضر في عدد من الجامعات الأوروبية أنه " أيضا نداء للتهدئة للسير قدما في مسلسل السلام". وقال الخبير البلجيكي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء " من خلال زيارته للمغرب للحديث عن التعايش بين الشعوب مع جلالة الملك أمير المؤمنين، أدرك البابا فرنسيس أنه، وأمام الخطابات التي تثير التوتر عبر العالم، يجب إعطاء إشارة من أجل التهدئة ".
وأبرز البروفيسور بيرنارد، من جهة أخرى، أنه في عالم يشهد صعود النزعة القومية، والعنصرية ورفض الآخر، يتميز صاحب الجلالة الملك محمد السادس " كحامي للأقليات المسيحية الأجنبية " فوق تراب المملكة، مشيرا إلى أن المغرب بلد التنوع حيث تعيش مجموعة من الطوائف في انسجام تام.
وأضاف أن جلالة الملك أمير المؤمنين والبابا فرنسيس أكدا في نداء القدس على أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، وبوصفها، قبل كل شيء، أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار.
ويدعو نداء القدس أيضا إلى صيانة وتعزيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة.
ودعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، والبابا فرنسيس إلى أن " تكفل داخل المدينة المقدسة حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة، لفائدة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، مع ضمان حقهم في أداء شعائرهم الخاصة فيها، بما يجعل القدس الشريف تصدح بدعاء جميع المؤمنين إلى الله تعالى، خالق كل شيء، من أجل مستقبل يعم فيه السلام والأخوة كل أرجاء المعمور".