على الرغم من أن الفاكس بات رمزا للتكنولوجيا القديمة منذ فترة طويلة بعد أن حلت شبكات الكمبيوتر مكانه، فإن استطلاعا حديثا للرأي كشف عن نتائج مفاجئة بخصوص استخدامه. ولا يزال جهاز الفاكس يحظى بشعبية واسعة لدى العديد من الشركات الكبرى، وبعض القطاعات الحكومية والاقتصادية، خاصة في الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا ، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين.
وكشف مسح عالمي في عام 2017 أن 200 شركة كبيرة (لديها أكثر من 500 موظف) أن 82 بالمئة من موظفيها يستخدمون الفاكس في المراسلات.
وفي مارس 2017، تم إجراء مسح آخر في صفوف أكثر من 1500 شخص من أعضاء المنتدى الإلكتروني المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، فوجد أن 89 بالمئة منهم لا يزالون يستخدمون الفاكس.
وفي القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الأميركي، مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية، لا يزال الفاكس يحظى بانتشار كبير، إذ يتم إرسال واستقبال ملايين الرسائل من خلاله عبر البلاد.
وتبين أنه في العديد من الحالات، يكون الفاكس أكثر أمانا وأسهل في الاستخدام وأكثر ملاءمة لعادات العمل الحالية من الرسائل المستندة إلى الكمبيوتر، مثل البريد الإلكتروني.
لكن أدوار الفاكس وأدواته تكيفت مع التطورات التكنولوجية، مع انتقال الكثيرين إلى خدمات تعتمد على الكمبيوتر، مثل خوادم الفاكس التي تسمح للمستخدمين بإرسال واستلام رسائل على شكل مستندات إلكترونية.
كما أصبحت خدمات الفاكس التي تعتمد على الذاكرة السحايبة، أكثر شعبية، وهي التي تعالج رسائل الفاكس كصور أو ملفات PDF مرفقة برسائل البريد الإلكتروني.
تجدر الإشارة إلى أن بدايات العمل بالفاكس تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وبدأت وكالات الأنباء في استخدامه لبث الصور في ثلاثينيات القرن الماضي.
وبقي الفاكس يعتمد على موجات المذياع عوضا عن خطوط الهاتف في عملية البث، إلى أن تطور في ثمانينيات القرن العشرين بعد أن تم ابتكار فاكسات أصغر وأقل تكلفة وأكثر سرعة.