في ظل الاحتجاجات العارمة الرافضة للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تحاول الجزائر جاهدة التملص من المشاركة كطرف أساسي في لقاء جنيف المرتقب، وشرعت الآلة الإعلامية لنظام العسكر في الترويج كون المبعوث الأممي هورست كوهلر، لم يلتق بالوفد الجزائري الذي ترأسه وزير الخارجية عبد القادر مساهل في فرانكفورت الألمانية، قبل لقائه بوفد البوليساريو، واكتفت وسائل إعلام جزائرية بالقول إن المسؤول الأممي التقى فقط وفد البوليساريو، في انتظار تحديد جلسة أخرى مع الوفد المغربي. ذلك أن مصادر إعلامية غربية، أكدت أن المبعوث الأممي إلى الصحراء، وخلال استعداداته للجولة الثانية من محادثات جنيف، التقى قبل أيام بفرانكفورت وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل.
وكان الإعلام الجزائري ونظيره الانفصالي روجا بشكل واسع على أن الاجتماعات التمهيدية التي عقدها كوهلر استعدادا للمائدة المستديرة الثانية حول نزاع الصحراء في مارس الجاري، اقتصرت فقط على طرفي النزاع المغرب والبوليساريو، وتم استثناء الجزائر باعتبارها بلدا مراقبا وليس طرفا مباشرا في الملف.
لكن مصادر عليمة كشفت أن كوهلر اجتمع بوزير خارجية الجزائر مساهل، في مدينة فرانكفورت قبل اجتماعه بوفد البوليساريو يومي 04 و05 مارس الماضيين.
وأجمع متتبعون لمسار المحادثات حول ملف الصحراء المغربية، أن الجزائر تسعى جاهدا في ظل الحراك العنيف الذي تعرفه منذ إعلان بوتفليقة عن نيته الترشح لولاية خامسة، إلى التنصل من الحضور إلى المائدة المستديرة المرتقبة في جنيف، ستجمع الأطراف الأربعة بدعوى من المبعوث الشخصي للامين العام إلى الصحراء هورست كوهلر.