في الوقت الذي تتزايد فيه الاحتجاجات ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة، يواصل أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، تحركاته بمختلف المناطق العسكرية لتعبئة الجيش والاستعداد لما سماه المتتبعون "ساعة الحسم". ساعة الحسم، كما سماها المهتمون بالشأن العام الجزائري هي لحظة دخول الجيش في مواجهة مع الشعب الثائر، بعد ان يكون هذا الأخير قد وضع النظام في مأزق وأفشل كل المحاولات التي تسعى إلى الالتفاف على مطالبه التي يكثفها شعار "ارحل" و"الشعب يريد اسقاط النظام".
ويتضح ان ساعة الحسم هذه، قد اقتربت لأن الشعب ماض في التصعيد ضد النظام ولن يتراجع عن مطالبه التي لن يقبل المتنفذون في دواليب الحكم بالاستجابة لها لانها بكل بساطة تنهي عهدهم وتقضي على مصالحهم التي سيحاولون التشبث بها ولو تطلب الأمر اللجوء إلى استعما القوة في مواجهة الشعب وارتكاب جرائم ضده تطبيقا لشعار "ومن بعدي الطوفان"..
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الفريق أحمد قايد صالح سيزور الأكاديمية العسكرية للضباط في شرشال بولاية تيبازة، اليوم الثلاثاء، ومن المرتقب أن يدلي بتصريحات لدى زيارته للاكاديمية.
وتأتي خرجة الفريق قايد صالح الميدانية، بعد يومين من إيداع بوتفليقة ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، عن طريق مدير حملته الانتخابية، كما تأتي في ظل تنامي المسيرات والمظاهرات بشكل واسع ضد العهدة الخامسة، والمطالبة بتغيير النظام، حيث يترقب الجزائريون تصريحات الفريق أحمد قايد صالح من شرشال.
وكان قايد صالح قد أعلن موقفه الداعم للرئيس بوتفليقة، في الكلمة التي ألقاها من ولاية تمنراست، ومعلوم أن الفريق قايد صالح هو نائب وزير الدفاع، والرئيس بوتفليقة يتولى حقيبة وزير الدفاع بنفسه.
ويرى مراقبون أن الحرج من تدخل الجيش مرة أخرى في السياسة بشكل مباشر سببه الملاحقات الجنائية التي تطال عدة ضباط جزائريين في محاكم دولية، نتيجة وقف المسار الانتخابي عام 1992 وما نتج من حرب أهلية، تم تحميل جزء من مسؤوليتها لضباط في الجيش.
وبادر الرئيس بوتفليقة حين تسلمه مقاليد الحكم عام 1999، إلى إصدار قانون المصالحة والوئام، ومنح بموجب استفتاء شعبي حماية لهؤلاء الضباط من الملاحقة. وتضمن مشروع المصالحة أيضا فتح باب التوبة أمام عشرات الآلاف من المسلحين.
ودخل بوتفليقة في صراع مع بعض الجنرالات بشأن الصلاحيات، ومنهم: الجنرال محمد العماري قائد الأركان الجزائري السابق (متوف) والجنرال فضيل شريف (متوف) والجنرال العربي بلخير مدير ديوان الرئاسة السابق (متوف) والجنرال محمد مدين المدعو توفيق، مدير المخابرات السابق (متقاعد).