يفترض علماء الأنثروبولوجيا بجامعة ييل الأمريكية، أن احتواء النظام الغذائي لأسلاف البشر على نسبة عالية من الدهون، تسبب في كبر حجم الدماغ وظهور الإنسان المعاصر. ويفيد موقع "Phys.org" بأن العلماء شككوا في فرضية أن تناول اللحوم كان العامل الحاسم في ظهور وتطور الإنسان العاقل "Homo sapiens".
ووفقا لرأيهم، وقبل نحو أربعة ملايين سنة، تطورت القردة العليا "Hominidae"، نتيجة تناولها نخاع العظام الذي كانت تحصل عليه من عظام الحيوانات الكبيرة التي تقتلها للحصول على الدهون التي بدورها كانت تعوض نقص السعرات الحرارية.
ويرى الباحثون أن توفير الدهون وتناول اللحوم يتطلب استخدام طرق مختلفة. فمثلا، تطلب الحصول على اللحوم صنع أدوات حجرية حادة، في حين كان يكفي كسر العظم باستخدام الحجر للحصول على النخاع. وقد يكون أسلاف البشر قد ابتكروا طرقا أخرى لصيد الثدييات الضخمة لكي لا يعتمدوا على جثث الثدييات التي قتلتها الحيوانات المفترسة.
كما أن تناول البروتينات الموجودة في اللحوم للحصول على الطاقة اللازمة ليس له فعالية في غياب الدهون، لأنه في هذه الحالة، يصرف الجسم طاقة في هضمها وامتصاصها أكبر مما يحصل عليها من تناول هذه اللحوم.
وتستبعد هذه الفرضية إمكانية الحصول على الطاقة من تناول اللحوم التي تؤدي إلى نمو حجم الدماغ. ويمكن أن يكون الجهاز المركزي للأعصاب قد بدأ يتطور قبل اختراع المعالجة الحرارية للأغذية الحيوانية، التي تسهل عملية هضمها وتقضي على الكائنات المرضية الدقيقة فيها.