حقق منتخب قطر أفضل انجاز كروي في تاريخه باحرازه كأس آسيا 2019 لكرة القدم للمرة الاولى، بعد فوزه في النهائي على اليابان حاملة اللقب أربع مرات 3-1 الجمعة في أبوظبي، في ظل أزمة دبلوماسية تعيشها قطر مع جيرانها الخليجيين. وسجل المعز علي (12) وعبد العزيز حاتم (27) وأكرم عفيف (83 من ركلة جزاء) أهداف قطر، ولليابان تاكومي مينامينو (69)، ليرفع الأول رصيده إلى 9 أهداف محطما الرقم القياسي في نسخة واحدة للإيراني علي دائي (1996).
وخاضت قطر النهائيات في ظل قطيعة سياسية واجتماعية على وسائل التواصل منذ حزيران/يونيو 2017 مع جيرانها الخليجيين السعودية والإمارات والبحرين، بسبب اتهام تنفيه حول دعمها منظمات متطرفة.
لكن خلافا لمباريات "العنابي" في هذه البطولة والتي غاب عنه جمهوره، حضر الآلاف لدعمه في ملعب مدينة زايد الرياضية معظمهم من سلطنة عمان حملوا اعلاما عمانيةوقطرية، فبلغ عدد المتفرجين أكثر من 36 ألفا.
وحققت قطر علامة كاملة نادرة، إذ فازت في سبع مباريات على لبنان وكوريا الشمالية والسعودية والعراق وكوريا الجنوبية والإمارات، مسجلة 19 هدفا واهتزت شباكها مرة يتيمة في النهائي، لتخلف استراليا المتوجة في 2015 على ارضها.
وقال مدربها الاسباني فليكس سانشيز "لا يمكنني التعبير بكلمات. لقد واجهنا فريقا رائعا، سجلنا هدفين في الشوط الاول واضطررنا للدفاع في الثاني".
واستعاد سانشيز تشكيلته الاعتيادية بعد انتهاء ايقاف بسام الراوي وعبد العزيز حاتم، فلعب بتشكيلة 5-3-1-1.
وفي ظل استحواذ قطري في أول ربع ساعة، مارس القطريون هوايتهم المفضلة في ترجمة انطلاقاتهم السريعة إلى أهداف.
ومن الفرصة الاولى، مرر عفيف الكرة الى المعز علي الذي هيأها لنفسه داخل المنطقة وأطلق أكروباتية خلفية جميلة في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس شويتشي غوندا (12).
بعدها بثوان، كادت قطر تضاعف النتيجة بتمريرة عفيف أيضا الى المعز علي قبل أن ينقذها القائد مايا يوشيدا في الرمق الاخير الى ركنية (13).
وفي الوقت الذي حاولت اليابان استيعاب الصدمة الباكرة، استلم لاعب الوسط عبد العزيز حاتم الكرة من خارج المنطقة وأطلقها لولبية رائعة في أعلى الزاوية اليمنى لغوندا (27)، لتهتز شباك اليابان مرتين في شوط واحد في كأس آسيا للمرة الاولى منذ 1988.
وهذه المرة الثانية يسجل حاتم بهذه الطريقة بعد هدف الفوز ضد كوريا الجنوبية في ربع النهائي، فيما تابع عفيف هوايته ومرر عاشر كرة حاسمة في البطولة.
واستلمت اليابان الاستحواذ، لكن قطر بقيت الاخطر مع كرة خاطفة وصلت الى القائد حسن الهيدوس سددها من مسافة قريبة في القائم الايمن (36).
في الشوط الثاني، انطلق عفيف بمرتدة سريعة ولعب عرضية متقنة الى حاتم اخطأ في ترويضها على باب المرمى مهدرا فرصة سانحة (56).
وشهدت المباراة منعطفا بالغ الاهمية لقطر عندما ارتقى بوعلام خوخي عاليا وشتت كرة برأسه ليصطدم برأس يوشيدا، فسقط ارضا ولم يستطع اكمال المباراة، فدخل بدلا منه سالم الهاجري (60).
وبد ل بسام الراوي موقعه بدلا من بوعلام، فيما وقف الهاجري على الجهة اليمنى من ثلاثي قلب الدفاع.
حصار ياباني فتأثير سريع لخروج بوعلام، اذ اخترق الثنائي يويا اوساكو وتاكومي مينامينو في عمق المنطقة، لينفرد الاخير ويهز الشباك القطرية للمرة الأولى في البطولة (69)، فاستعاد آمال فريقه واشتعل الجمهور الياباني الذي ملأ أكثر من نصف المدرجات.
وبعدما دفع سانشيز بكريم بوضياف بدلا من القائد الهيدوس لتعزيز وسطه الدفاعي (74)، افلت القطريون من كماشة اليابان وحصلوا على ركنية ارتدت من يد القائد يوشيدا ليلجأ الحكم الأوزبكستاني رافشان ايرماتوف الى تقنية المساعدة بالفيديو (في ايه آر) ويحتسب ركلة جزاء ترجمها أكرم عفيف، مسجلا هدفه الاول في البطولة والثالث لفريقه في المباراة (83).
لم تكن الدقائق الاخيرة كافية لليابان لتقلص الفارق مجددا فرضخت أمام النتيجة ليطلق الحكم صافرة النهاية وسط فرحة قطرية جنونية.
وهذه اول مرة تخسر اليابان النهائي بعد تتويجها في 1992 و2000 و2004 و2011، فيما كانت أفضل نتيجة لقطر سابقا بلوغها ربع النهائي في 2000 و2011.
وفي المواجهات المباشرة السابقة، فازت قطر 3-صفر في 1988، ثم تعادلا 1-1 في 2000 و2007، لكن اليابان قلبت تأخرها مرتين وفازت 3-2 في ربع نهائي 2011 قبل تتويجها.