وجد باحثون مجموعة من الجينات يمكن أن تكون مرتبطة برغبتنا في خوض المخاطر، حسب قولهم. وفي حين أنه لا يوجد "جين خطر" محدد، إلا أن الباحثين يعتقدون أن 124 نوعا من العوامل الوراثية المكتشفة، يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة لسلوكيات محفوفة بالمخاطر.
وتظهر الدراسة المنشورة في مجلة "Nature Genetics"، دليلا على التأثيرات الجينية المشتركة عبر مقياس شامل لتحمل المخاطر، والعديد من السلوكيات المحفوفة بها.
وقال أبراهام بالمر، من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وهو معد مشارك في الدراسة، إن الاستعداد للرغبة في خوض المخاطر أمر ضروري للنجاح في العالم الحديث.
واستطرد موضحا: "لكننا نعلم أيضا أن عدم إعطاء وزن كاف لعواقب القرارات المحفوفة بالمخاطر، يتيح إمكانية ممارسة التدخين والإدمان على الكحول وغير ذلك من أشكال الإدمان على المخدرات".
ويقول الباحثون إنه في حين لا يوجد أي بديل يؤثر على تحمل المخاطر، أو الميل لاتخاذ قرارات خطيرة، مثل الشرب والتدخين والسرعة، إلا أن العوامل غير الوراثية أكثر أهمية بالنسبة لتحمل المخاطر من العوامل الوراثية.
ويأمل فريق البحث في فهم العمليات الجزيئية والخلوية الأساسية، التي تشكل السلوك البشري، وتعلم كيفية الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه.
وقال المعد المشارك، موراي شتاين، من كلية الطب بجامعة سان فرانسيسكو: "يعتقد أن خوض المخاطر يلعب دورا في العديد من الاضطرابات النفسية. وعلى سبيل المثال، قد يدرك المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق، مخاطر متزايدة في بعض الحالات، وبالتالي تجنبها دون داع. ويعد فهم الأساس الجيني لتحمل المخاطر أمرا بالغ الأهمية لفهم هذه الاضطرابات وتطوير علاجات أفضل".
وقام الباحثون بقياس درجة تحمل المخاطر العامة للمشاركين، بناء على التقارير الذاتية.
ووجدوا أن المتغيرات الجينية المرتبطة بالتحمل العام للمخاطر، تميل أيضا إلى الارتباط بسلوكيات أكثر خطورة، مثل السرعة واستهلاك الحشيش، والاستثمارات ذات المخاطر الأعلى والسلوكيات الجنسية.
وحددت النتائج مناطق الدماغ التي تنطوي على سلوك محفوف بالمخاطر.
وتبين أن مناطق دماغية محددة، لا سيما قشرة الفص الجبهي والعقد القاعدية ونخاع الدماغ المتوسط، تلعب دورا هاما في ذلك. كما تتفق النتائج مع التوقع القائل إن "التغير في تحمل المخاطر يتأثر بالآلاف، إن لم يكن الملايين، من المتغيرات الجينية".