أرسلت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" العديد من الرحلات إلى القمر، أقرب الأجرام الفضائية إلى الأرض، بما فيها رحلات مأهولة ضمت 12 رائد فضاء. لكن على الرغم من هذه الرحلات والكثير من المراقبة للقمر، فإن هناك 4 أمور غامضة على القمر لم تتمكن ناسا من فك غموضها أو تفسيرها.
ما أصل نشأة القمر؟ منذ أن بدأت ناسا، وغيرها من وكالات الفضاء الدولية، في دراسة القمر، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد من أين جاء القمر أو أصله، على الرغم من أنه يبدو ناجما عن اصطدام أجرام فضائية.
ويتفق كثير من العلماء على أن جرما فضائيا بحجم كوكب المريخ ارتطم بكوكب الأرض قبل 4.5 مليار سنة، مما أسفر عن تطاير كميات كبيرة من الصخور والحطام.
وظلت هذه الصخور والحطام تدور في مدار حول الأرض، والتحمت تدريجيا لتشكل جرما فضائيا واحدا هو القمر.
غير أن انبثاق كمية من الحطام بحجم القمر، يعني أن الاصطدام كان كبيرا جدا بحيث أنه سيخرج الأرض من مدارها.
على أي حال، قد تكون فكرة الاصطدام واردة، لكن السؤال يبقى "ما الذي اصطدم بالأرض، وبأي قوة"؟
كيف اختفى الماء؟ الأمر الثاني أن ناسا عثرت على ماء على القمر عام 2009 على شكل جليد محبوس تحت سطحه.
غير أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من التوصل إلى تفسير دقيق وصحيح حول كيف وصل الماء هناك.
ويعتقد بعض العلماء أنه كانت هناك فترة تعرضت فيها الأرض والقمر لسقوط عدد كبير من الشهب والنيازك، وأن بعضها لا بد أن يكون جلب معه هذا الجليد إلى سطح القمر، وما سقط على الأرض لا بد أنه ذاب في المحيطات.
على أن تحليلا حديثا لصخور أحضرتها رحلات فضائية للقمر، رحلتا أبولو 15 وأبولو 17، كشفت أن التركيبة الكيماوية للصخور تشير إلى أن الماء دفن عميقا في الطبقة الداخلية للقمر، وأن الماء وصل إلى السطح نتيجة الثورات البركانية عليه.
وهذا يعني أن الماء أو الجليد على القمر موجود منذ زمن بعيد، بل أبعد من فكرة اصطدام الأجرام السماوية.
ماذا تخفي الفوهات المتجمدة؟ لا يوجد طقس على القمر ولا غلاف جوي، وبالتالي فإن درجة الحرارة خلال النهار، حيث تسقط أشعة الشمس على القمر، تصل إلى 127 درجة مئوية، وتنخفض ليلا إلى ما دون 173 درجة مئوية تحت الصفر.
وهذا يعني أن أي شيء يتعرض لأشعة الشمس نهارا سيغلي بسبب الحرارة وأن أي بقعة مظللة بشكل دائم من أشعة الشمس قد تشكل ملاذا للجليد القمري.
وعثر العلماء على الكثير من الفوهات المعتمة المتجمدة أو "مصائد البرد" هذه على الجانب البعيد من القمر أو الجانب المعتم له، أي الذي لا يمكن للمراصد الفلكية الأرضية اكتشافها أو رؤيتها.
وهكذا فإن ما تخفيه هذه المناطق الباردة للغاية ما زال غير معروف للعلماء، لكنها ربما تحتوي على مياه مجمدة مع ما يمكن أن تحتويه من دلائل على البدايات الأولى للقمر.
ومن المتوقع أن يعمل المسبار الصيني "تشانغ 4"، الذي هبط على الجانب المظلم للقمر الخميس الماضي، على استكشاف المكونات الكيماوية للمصائد الباردة، مثل تلك المعروفة باسم فوهة "فون كارمان".
هل هناك حياة على القمر؟ يعد هذا السؤال من الأسئلة الكبيرة التي تواجه العلماء الذين يدرسون القمر، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي صن" البريطانية.
ويعتقد بعض العلماء بوجود مياه تحت سطحه، وأن هذه المياه ربما تحتوي على ميكروبات بالغة في القدم، حيث أن من بين نظريات نشأة الحياة على الأرض، أنها بدأت بواسطة ميكروبات جلبتها النيازك.
ويعتقد أستاذ علم الفلك في جامعة بنسلفانيا كريستوفر بالما أن هذه الميكروبات قد تكون موجودة في الجليد على القمر، لكن العلماء لن يتأكدوا من هذا الأمر إلا بعد دراسة سطح القمر وإجراء عمليات تنقيب واستكشاف مكثفة.