أكد مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام"، المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية بأمريكا اللاتينية، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بدعوته إلى حوار "صريح ومباشر" مع الجزائر في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، أعاد رسم آفاق تنمية المغرب العربي. وفي تحليل خصص للخطاب الملكي تحت عنوان "واقعية وبراغماتية على المستوى السياسي من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب العربي"، كتبت مديرة "سيبيلاتام"، كلارا ريفيروس، أن الدعوة التي وجهها جلالة الملك الى الجزائر تعكس "موقفا بناء لجلالة الملك ورؤية شجاعة في مجال السياسية الخارجية".
وتابعت المحللة السياسية الكولومبية والمستشارة في العلاقات الدولية أن جلالة الملك قد أعرب عن أسفه ل "واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي"، مشيرا جلالته إلى أن هذا الواقع يتناقض تناقضا صارخا وغير معقول مع ما يجمع" شعوب المنطقة من أواصر الأخوة، ووحدة الدين واللغة، والتاريخ والمصير المشترك".
وأضافت أن جلالة الملك سلط الضوء في هذا الصدد على أن وضع العلاقات بين المغرب والجزائر "غير طبيعي وغير مقبول"، مشددا على أنه ومنذ تولي جلالته العرش، دعا "بصدق وحسن نية" إلى فتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات الثنائية.
وقالت إن جلالة الملك وجه دعوة صريحة وموجزة الى الجزائر، مؤكدا أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع هذا البلد من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات المغربية الجزائرية، وسلطت الضوء على اقتراح جلالة الملك إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور.
وكتبت ريفيروس أن جلالة الملك أعاد التشديد على تعاون المملكة مع الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي "قصد إرساء مسار سياسي جاد وذي مصداقية" ومن أجل ايجاد "حل سياسي دائم، على أساس الواقعية وروح التوافق، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي" التي اقترحها المغرب.
وأشارت إلى أن جلالة الملك شدد على أن "تنزيل الجهوية المتقدمة يساهم في انبثاق نخبة سياسية حقيقية تمثل ديمقراطيا وفعليا، سكان الصحراء، وتمكنهم من حقهم في التدبير الذاتي لشؤونهم المحلية، وتحقيق التنمية المندمجة، في مناخ من الحرية والاستقرار".
وذكرت مديرة مركز الدراسات السياسية الكولومبي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أبرز أن المغرب يواصل العمل من أجل وضع حد لسياسة الريع والامتيازات، ويرفض كل أشكال الابتزاز أو الاتجار بقضية الوحدة الترابية للمملكة".
وتضيف ريفيروس أن جلالة الملك توقف أيضا عند عودة المملكة الى الاتحاد الافريقي، مبرزا جلالته أن رجوع المغرب إلى أسرته المؤسسية نابع من الالتزام بالانخراط في الدينامية التنموية التي تعرفها القارة. وتابعت أن جلالة الملك قد أشاد بالقرارات الأخيرة لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، المنعقدة بنواكشوط، وانسجامها مع المواقف والمبادئ الدولية ذات الصلة.