أكد مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام"، المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية بأمريكا اللاتينية، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يمتلك رؤية واضحة بشأن الطريق التي يرغب جلالته في أن يسير على نهجها المغرب بهدف تجاوز الاختلالات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية. وفي تحليل للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال 19 لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه المنعمين، ذكرت مديرة "سيبيلاتام"، كلارا ريفيروس، أن جلالة الملك شدد على ضرورة إرساء عمل جماعي مخطط له ومنسق بين المؤسسات ومختلف الفاعلين، على الخصوص بين أعضاء الحكومة والأحزاب التي تشكلها، من أجل تحقيق الانجازات وتصحيح الهفوات ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
وبعدما أبرزت مغزى تخليد ذكرى عيد العرش الذي يعكس التلاحم الأمثل والانسجام بين الملك والشعب، أوضحت كاتبة المقال أن جلالة الملك وضع في هذا الخطاب حصيلة بالمكتسبات والانجازات الاقتصادية المنجزة، مع رسم خارطة طريق بالنسبة للسنوات المقبلة في العديد من المجالات.
وأضافت أن جلالة الملك سلط الضوء على الأمن والاستقرار الذي تتمتع به المملكة، داعيا الى مواصة الاصلاحات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية لتعزيز المكتسبات التي راكمها المغرب.
وأوضحت أن الخطاب الملكي رسم حدود تحديث الدولة على الخصوص من خلال الحكامة الجيدة واللاتمركز الاداري والشفافية والمحاسبة، مبرزة الانشغال الدائم لجلالة الملك بتحسين ظروف عيش المواطنين.
وأضافت في هذا السياق، أن جلالة الملك قد دعا مختلف الهيئات السياسية والحزبية الى التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث.
وتابعت أن جلالة الملك سلط الضوء على ما ينقص في المجال الاجتماعي ، على الرغم من أن ما أنجزه المغرب وما تحقق للمغاربة يبعث على الارتياح والاعتزاز، قائلا جلالته بهذا الصدد إنه يحس "أن شيئا ما ينقصنا، في المجال الاجتماعي".
وأبرزت ريفيروس الأهمية التي يوليها جلالة الملك للشأن الاجتماعي، حيث أكد جلالته في الخطاب الملكي "أن الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان".
وأكدت الخبيرة الكولومبية أنه منذ تربعه على العرش، كان جلالة الملك دائما في الاستماع للمجتمع وسباقا الى تلبية انتظاراته المشروعة، مضيفة أن جلالته بعث أملا ثابتا في تحسين ظروف عيش المواطنين.
وأوضحت أن جلالة الملك دعا في هذا السياق إلى إصلاح اداري عميق من أجل تعزيز مسلسل التنمية السوسيو-اقتصادية للمملكة، مؤكدة أن الإصلاحات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي التي تضمنها خطاب العرش ستمكن المملكة من مواصلة مسيرتها على درب الحكامة الجيدة والاستقرار السياسي والتنمية السوسيو اقتصادية.
وتابعت المحللة الكولومبية أن جلالة الملك قد شدد في الخطاب الملكي على ضرورة إعداد عقد اجتماعي جديد لتسوية المشاكل التي ما زال المغرب يواجهها على الخصوص الخصاص ببعض القطاعات كالتعليم والصحة.
وقالت إنه بهدف حل هذه المشاكل، دعا جلالة الملك الى سلسلة من الإجراءات من خلال إطلاق برامج لدعم التمدرس ومكافحة الهدر المدرسي واستغلالا أمثل للموارد المخصصة لقطاع التعليم ، فضلا عن إطلاق المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتضيف الخبيرة الكولومبية أن جلالة الملك قد دعا إلى إصلاح عميق لمنظومة الصحة وإلى دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة من خلال اعتماد ميثاق اللاتمركز الاداري وكذا إلى الإسراع بإخراج الميثاق الجديد للاستثمار وتفعيل إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار.
وتوقفت كلارا ريفيروس، في هذا المقال عند تشديد جلالة الملك على ضرورة تبسيط المساطر الادارية المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، مشيرة إلى أن هذه الإصلاحات الهيكلية التي تنضاف لإحداث السجل الاجتماعي الموحد، النظام الوطني لتسجيل الأسر قصد الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي، سيعطي دينامية جديدة للادارة المغربية.
وأبرزت الاهتمام الذي توليه المملكة لتنمية القارة الافريقية، مشيرة إلى أن القضايا التي تهم افريقيا تتصدر أجندة السياسة الخارجية للمغرب.
ومنذ توليه العرش، تكتب المحللة السياسية الكولومبية، أعاد جلالة الملك رسم الأولويات في مجال السياسة الخارجية، مسلطة الضوء على أهمية عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي سنة 2017.
وتابعت قائلة إنه بفضل دينامية ديبلوماسيته، أصبح المغرب، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك، بلدا رائدا بالقارة الافريقية، مذكرة بأن المملكة أول مستثمر بغرب افريقيا والثانية على مستوى القارة.
وأضافت أن المغرب ارتبط منذ 15 عاما بألف اتفاق تعاون مع الدول الافريقية، مشيرة إلى أن جلالة الملك قام ب 50 زيارة ملكية شملت 25 دولة بالقارة الافريقية رفقة وفود من رجال الأعمال.
وسلطت مديرة مركز التفكير الكولومبي "سيبيلاتام" الضوء على أهمية مشروع أنبوب النفط المغرب-نيجيريا، وذكرت بطلب المملكة بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو).