أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن القرار رقم 2440 بشأن قضية الصحراء المغربية، الذي "يكرس، للمرة الأولى، دور الجزائر كطرف رئيسي في العملية السياسية"، حمل مستجدات وأكد حقائق وجدد التأكيد على معايير أساسية. وأشار هلال، خلال لقاء صحفي بعد اعتماد القرار 2440، إلى أن "تبني هذا القرار الذي يلي القرار 2414 المعتمد في أبريل الماضي، يشكل تطورا كبيرا في معالجة قضية الصحراء المغربية من قبل مجلس الأمن"، موضحا أنه "حمل مستجدات وأكد حقائق وجدد التأكيد على معايير أساسية".
وأوضح السفير أنه على مستوى المستجدات، فإن القرار 2440، الذي يشيد بعقد مائدة مستديرة في جنيف يومي 5 و6 دجنبر 2018، "يكرس، للمرة الأولى، دور الجزائر كطرف رئيسي في العملية السياسية"، مبرزا أن الجزائر "ستشارك في هذا الاجتماع بنفس الصفة أسوة بالمغرب وموريتانيا".
وأضاف أن الأمر يتعلق بخطوة "تاريخية"، حيث أن مجلس الأمن طالب الجزائر بالمشاركة في اجتماع جنيف بحسن نية ودون شروط مسبقة وبروح من التوافق موضحا أن "هذا المطلب الصريح الموجه إلى الجزائر لا يهم المائدة المستديرة بجنيف فحسب، بل يشمل العملية السياسية برمتها، إلى حين انتهاءها، كما تنص على ذلك الفقرة الثالثة".
ويدعو القرار في هذا الاطار، إلى إجراء مشاورات مسبقة من أجل الإعداد الدقيق لهذه المائدة المستديرة وهو الامر الذي ما فتئ المغرب يشدد عليه.
وفي معرض تطرقه للشق المتعلق بتأكيد الحقائق، أشار هلال إلى أن القرار الأخير يطالب "البوليساريو" بعدم العودة إلى المنطقة العازلة في الكركرات وعدم نقل أي "بنية إدارية"، مدنية كانت أو عسكرية، إلى أرض الصحراء المغربية.
وأوضح أن "هذا المطلب يرد أيضا في الجزء التمهيدي (الفقرة 14) والعملياتي (الفقرة 7)، مما يعكس الأهمية التي يوليها القرار لوضع حد للاستفزازات والأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها "البوليساريو".
وأكد السفير هلال أن "هذا الأمر لا لبس فيه. فالقرار الحالي، وعلى غرار التقرير الأخير للأمين العام، يفند كليا أكذوبة ما يسمى "أراضي محررة"، التي تروجها الجزائر وصنيعتها "البوليساريو".
وأشار إلى أن التزام "البوليساريو" أمام السيد هورست كولر، كما سجل ذلك القرار 2440، بعدم العودة إلى منطقة الكركرات أو نقل بنيات الى شرق منظومة الدفاع، يشكل إقرارا صريحا بأكذوبة هذه "الأراضي المحررة".
وبخصوص تجديد التأكيد على المعايير، قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة إن القرار 2440 أكد مجددا على المعايير التي اعتمدها مجلس الأمن منذ سنة 2007، لاسيما القرار رقم 2414، الذي يدعو إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق، مضيفا أن هذا القرار الأخير رسخ وجاهة مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي.
وأبرز أن هناك عنصرا أساسيا آخر "يتمثل في تجديد مجلس الأمن التأكيد على موقفه منذ سنة 2001 بشأن انتهاء صلاحية الاستفتاء الذي أقبر بشكل نهائي".
وتقدم هلال بالشكر الجزيل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ولمبعوثه الشخصي هورست كوهلر، مجددا لهما تأكيد دعم المغرب الثابت لجهودهما من أجل تسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.