قال علي شعباني، المتخصص في علم الاجتماع، إن الطفل الذي يلجأ إلى الكذب واختلاق الأمور ليست في الواقع إنما يعكس طبيعة البيئة والمحيط اللذين نشأ فيهما، فهو يتشبع بقيم عائلته وأسرته، فإذا كان الوسط سليما ويعتمد على كل ما هو ايجابي سيتأثر به ذلك الطفل ويبني حياته بشكل صحيح. وأضاف علي شعباني في تصريح للموقع، أن الطفل الذي ينشأ في محيط يعتمد على الخداع والرياء والسرقة، لابد له أن يأخذ من هذه البيئة ويجعلها من مقومات حياته اليومية وسلوكاته وتعاملاته، لأن الطفل في مرحلة طفولته يأخذ كل شيء من محيطه، فإذا غابت تربيته على القيم الصحيحة في هذه المرحلة انقلبت حياته في المستقبل إلى كذب وغش وافتراء والعيش في ظل كل ما هو سلبي.
وأوضح شعباني أن الطفل الذي تربى على القيم السلبية سيجد صعوبات كبيرة في حياته ومستقبله سواء المهني أو علاقاته الاجتماعية، وسيطبعها الضعف والعدوانية والنرجيسية والغيرة والحسد والاعتداء والكذب حتى على نفسه، وتصديق الأوهام التي يعيش عليها ويعتقد أنها تساعده في بناء حياته.
وأكد المتخصص في علم الاجتماع، أن الطفل الذي يعتمد على الكذب إنما هو إنسان فاشل في الأصل، يعيش على الوهم والعجز، وأنه نتاج طبيعي لبيئة أثرت فيه بشكل كبير، فالمحيط العائلي السيئ هو المسؤول عن إنتاج وتفريغ أعداد من هذا النوع من الأطفال الكذابين الذين يحتاجون إلى عناية خاصة، لأن الوقت الذي كان مفروضا أن يتعلموا فيه القيم الصحيحة، تجدّرت فيهم الأمور السلبية، لذلك فالنتيجة ستعطي طفلا كذابا خائنا فاشلا في حياته لا يخدم نفسه ولا وطنه.
إلى ذلك، يعرّف الأخصائيون الكذب بأنه تجنب الطفل لقول الحقيقة الكاملة أو تغيير الحقيقة كلها، واختلاق وقائع لم تحدث مع تخيلها بمبالغة، لهذا فمشكلة الكذب عند الأطفال تعتبر من أهم المشاكل المنتشرة فى كل بيت، وهي ظاهرة يجب التعامل معها بمسؤولية وجدية من قبل الأب والأم.
والكذب يعود على صاحبه بالمضرة خاصة بعد أن يصبح هذا السلوك عادة فى أقواله وجزء متأصلا من حياته. وقد يرى الكثير من الآباء والأمهات أن الكذب عند الطفل هى صفة بسيطة وطبيعية وليس لها مخاطر، وهى رؤية غير صحيحة لأن الطفل ينشأ على ما تعود عليه وما اكتسبه من خبرات فى طفولته، لهذا إن تركنا الطفل يتعود على الكذب ولم نقدم له التوجيه السليم، سيكون الكذب ملازما له مهما تقدم به السن.