نقل موقع العدالة والتنمية عن البرلماني أبو زيد المقرئ الإدريسي وصفه لشعار "تازة قبل غزة" بالبليد. وقال أبوزيد، ليلة الأحد بالدار البيضاء، في كلمة له خلال مهرجان نصرة القدس، ضمن فعاليات ملتقى شبيبة "المصباح"، "أصبحت أرعب بقلة قليلة يشيعون خطابا يقول ما شأننا بفلسطين، فهذه قضيتهم في الشرق ونحن ليس عندنا مشكل مع الإسرائيليين، ويختمونها بشعارهم البليد "تازة قبل غزة".
المقرئ معروف بأنه رجل يزايد بالقضية الفلسطينية وليس له شيء آخر يمكن أن يتحدث فيه، ويطلق عليه أصحابه "المفكر" رغم أنه لم يكتب فكرة طوال حياته، لكنه يتقن فن الشتائم في حق المغاربة. فالذين رفعوا شعار "تازة قبل غزة" هم جزء من المغاربة الذين يرون أن الدولة عليها أن تهتم بأمور هذا الشعب كأولوية.
واهتمام المغاربة ب"تازة" أي شأنهم المحلي لا يعني بتاتا أنهم لا يساندون القضايا الإنسانية، ولا يدافعون عن قضايا المحرومين والمظلومين في العالم وفي كل جهات الدنيا وخصوصا فلسطين، بحكم الانتماء التاريخي للدين والعروبة وغيرها من المشتركات.
لكن المؤسف هو أن حزب العدالة والتنمية، الذي جعل جل المدن التي ترأس فيها المجالس البلدية منكوبة، يناضل من أجل غزة ناسيا الطرقات التي تحيط به وهي في حالة مزرية. لذا فهو يحاول قلب الشعار والقول بأن "غزة قبل تازة". ما دامت القلوب الضعيفة لأتباع الحزب الإسلامي المحترف للشعبوية، لا تتحمل شعار "تازة قبل غزة". والحقيقة أنني كمغربي لا يمكن أن أكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين مهما حاولت، وزيادة على ذلك فإن الحزب الإسلامي لا يساند سوى حركة حماس من بين كل حركات المقاومة في فلسطين!
لا نعرف هل استيقظ أبو زيد أم مايزال نائما كي يعرف أن حماس وافقت على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل. بما يعني نهاية حماس كحركة مقاومة وتحولها إلى حركة تجارية تبحث عن المال والمناصب، مثلما تحولت التوحيد والإصلاح من حركة دراويش إلى حركة وزراء وبرلمانيين أثرياء. المغاربة لهم موقف واضح. فتازة لا هي قبل ولا بعد غزة. تازة مدينة مغربية مثل باقي المدن. والمغربي مهتم بالاستثمار في بلاده وتطويرها، وهذا لا يمنعه من أن يكون متضامنا دون شروط مع القضايا الأممية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولنا في جلالة الملك القدوة الحسنة، فهو رئيس لجنة القدس الشريف، ويوجد في المغرب بيت مال القدس وأكثر من 80 في المائة من تمويلاته هي تبرعات المغاربة. وأمر جلالته أخيرا بإقامة مستشفى ميدانيا في قطاع غزة للمساهمة في علاج ضحايا "جمعات العودة". إنه تضامن بدون شرط ولا مزايدة على الفلسطينيين. ويوم يختارون التفاوض مع الإسرائيليين فإننا لا نتدخل فيه ويوم يختارون مواجهتههم لا نتدخل في ذلك..
لكن جماعات الإخوان المسلمين هي مع غزة بشرط حماس. كما أن زعيمهم أردوغان يعقد الصفقات مع الصهاينة ولديه سفارة هناك وفازت شركة أحد أقاربه بمشروع بناء السفارة الأميريكية في القدس، وعندما ينزل ميزانه يرفع القرآن ويدعو إلى تحرير القدس. ونحن مع فلسطين بشرط الحق الفلسطيني فقط.