في بلاد النفط والغاز، التي لا هم لها سوى معاكسة المغرب ومصالحه، تواصل الامطار والرياح حصد ارواح المواطنين في غياب البنيات التحتية وتهرب السلطات من تحمل مسؤولية حماية الشعب وإنقاذه من الأخطار التي تحدق به من كل جانب.. وفي هذا الإطار خلفت الأمطار التي تهاطلت على الجزائر، خلال اليومين الماضيين، وقوع قتلى وجرحى وانهيارات في العديد من الولايات بالإضافة إلى خسائر فادحة في المنتوج الفلاحي، مع قطع الطرقات وتسببت الرياح في سقوط مبان وأعمدة كهربائية وأشجار، ما خلف الرعب وسط المواطنين.
وغمرت الأمطار، التي تساقطت خلال ال24 ساعة الأخيرة، بإقليم ولاية سكيكدة، طرقات ومحاور رئيسيّة، وأغلقت عدّة أحياء وشوارع، عبر عدد من البلديات وكذا وسط مدينة سكيكدة، وتسببّت الأمطار المتساقطة، التي بلغت نحو 50 ميليمترا، في غلق شارع الممرّات الرئيسي بوسط المدينة، كما سجلّت المصالح الفلاحية خسائر مادية فادحة، بسبب الأمطار المتساقطة، التي اتلفت الكثير من المحاصيل الزراعية.
وبمنطقة الطارف غرق دركي بميناء القالة الجديد، الذي قصده لممارسة هواية السمك، قبل أن تبتلعه الأمواج، فقضى غرقا.
وشهد الطّريق الوطني رقم1 في شطره الرابط بين المدية والبليدة في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس صعوبة كبيرة في السير، وتوقفت حركة السير تماما بعد اقتحام المياه التي غمرت النفقين المتواجدين على مستوى الطريق.
وكشفت حصيلة أولية لمصالح الولاية، عبر دوائر ولاية خنشلة، أن التقلبات الجوية التي شهدتها طيلة الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة، تسببت في إصابة أزيد من 20 مواطنا بجروح إثر حوادث مرور، وإنقاذ أكثر من 50 شخصا كانوا مهددين ومحاصرين في الأودية، والطرق المغلقة بسبب فيضان الوديان.
وأعلنت مصالح الولاية حالة الاستنفار القصوى، منذ ليلة السبت بعد تسجيل فيضانات عارمة، حيث سجل ببلدية ششار، إجلاء عائلة بأكملها تتكون من 07 أفراد، بعد أن غمرت مياه الأمطار منزلها الهش، كما خلف حادث انحراف سيارة، إصابة 03 أشخاص بجروح خفيفة، وبدائرة بوحمامة تمكنت مصالح الحماية، من إنقاذ 40 مواطنا كانوا محاصرين في الطرقات وعالقين بها، بسبب فيضان عدد من الأودية ومن بين هؤلاء 20 راكبا كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين و06 أشخاص على متن سيارة أجرة، بينما سجل جريحان بعد أن جرفتهما مياه الوديان، ولحسن الحظ فإن مواطنين كانا في المكان المناسب وتم إنقاذهما.
وتسببت الأمطار كذلك في عزل أحياء سكنية واجتياح العديد من المباني وعزلت مياه الأمطار التي تهاطلت، ليلة الأحد، حي باكورة ببلدية شرشال بعد ما غمرت السيول الجارفة الطريق الرئيسي المؤدي للحي وتحول إلى شبه بحيرة، كما غمرت المياه أكثر من 15 منزلا قصديريا وتسببت في انهيار العديد منها.
وخلف الإعصار الذي ضرب منطقة ظهر عزم الواقعة 13 كلم عن مقر بلدية الشمرة ولاية باتنة، أضرارا مادية جزئية شملت سبعة منازل ومرائب لتربية الدجاج بينها منزل ومرآب وأسقط عددا من الأعمدة الكهربائية والكوابل، وكانت المياه المحملة بالأوحال تسببت في قطع عدة طرق.
وخلفت الزوابع الرملية والرياح القوية في كل من ولايتي إيليزي والوادي، عدة أضرار تكبدها فلاحو المنطقة بالدرجة الأولى، ثم شبكة الطرقات على مستوى الولايتين، بالإضافة لسقوط أعمدة كهربائية في كل من بلدية الدبداب شمال ولاية إيليزي ودائرة المقرن شمال الولاية، زيادتا على ضعف الإنترنت وتقطعها من حين لآخر.
أما في ولاية الوادي فقد تكبد الفلاحون، في اليومين الماضيين، خسائر جسيمة، بسبب الرياح العاتية والزوابع التي ضربت المنطقة، وأدت الرمال الزاحفة بفعل الرياح، لتغطية معظم المحاصيل الزراعية وأتلفتها.