فرقت قوات الأمن الموريتانية، اليوم الجمعة، مسيرة احتجاجية خرجت للمطالبة بإعدام المدون محمد الشيخ ولد امخيطير، الذي كان متابعا بتهمة "الردة"، وخففت محكمة الاستئناف بنواذيبو (شمال)، الأسبوع الماضي، الحكم الصادر في حقه من الإعدام إلى الحبس سنتين، على خلفية كتابته مقالا مسيئا للرسول سنة 2013. وذكرت مصادر إعلامية موريتانية أن قوات الأمن "أطلقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع" على المشاركين في هذه المسيرة، التي انطلقت مباشرة بعد انتهاء مهرجان شعبي رخصت له السلطات، ونظمته بساحة ابن عباس بالعاصمة نواكشوط رابطة العلماء الموريتانيين والاتحاد الوطني للائمة ومنتدى العلماء والائمة في نصرة نبي الأمة ورابطة حفاظ القرآن الكريم.
وأوضحت أن المسيرة كانت في طريقها إلى قصر العدالة، قبل أن تعترضها قوات الأمن التي أطلقت على المشاركين فيها القنابل المسيلة للدموع لكبح جماحهم وثنيهم عن التقدم.
وأشارت إلى أن ساحة المطار القديم، وأحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة شهدا عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين، الذين لم يرق لهم خطاب منظمي التظاهرة الذي أشاد فيه بعض الأئمة بإلغاء المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني واستبدالها بأخرى تنص على أن ساب الجناب النبوي يقتل حدا. من جهتها، ذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء أن الأمين العام لرابطة العلماء والائمة الموريتانيين، حمدا ولد التاه، ثمن في كلمة بالمناسبة ما قامت به الحكومة من دور كبير في اصلاح هذه المادة، حيث سدت الباب أمام كل مسيء للرسول الكريم، مشيدا بالحضور المتميز الذي ينطلق من هدف واحد هو نصرة الرسول.
وأضافت أن الأمين لعام للمنتدى الوطني للعلماء والائمة، أحمد فال ولد صالح، أكد بدوره على أهمية مراجعة المادة 306 حتى تسد الباب امام كل مسيئ، معربا عن الأمل أن تشمل المراجعة كافة القوانين لكي تتماشى مع الشريعة الإسلامية.
وأشارت الوكالة إلى أن المتحدث باسم الهيئات الاسلامية الوطنية الموريتانية، الشيخ ولد صالح، ثمن هو الآخر الجهود المبذولة لمعاقبة أي مسيئ من خلال مراجعة هذه المادة القانونية الهامة.
يذكر أن السلطات الموريتانية كانت قد رفضت، الأسبوع الماضي، الترخيص لمسيرات منددة بقرار محكمة استئناف نواذيبو، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وصفت بالعنيفة بين أفراد الأمن و المحتجين، في أماكن عدة من العاصمة نواكشوط وبعض مدن الداخل.