جرى بعد صلاة الظهر اليوم الثلاثاء 15 غشت بالرباط، تشييع جثمان المرحوم عبد الكريم غلاب، الصحفي والكاتب والسياسي المغربي الذي انتقل إلى عفو الله أول أمس بمدينة الجديدة عن عمر ناهز 98 عاما. فبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد، في موكب جنائزي مهيب، إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء. وجرت مراسم تشييع الجنازة، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيد وأقاربه وذويه، إلى جانب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني والعديد من الشخصيات من سياسيين وكتاب وإعلاميين. وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الكريم غلاب، أعرب لهم فيها ومن خلالهم إلى كافة ذويه ومحبيه، وأسرته الاستقلالية الكبرى، عن أحر التعازي وصادق المواساة في هذا الرزء الفادح، داعيا الله سبحانه أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. ومما قاله جلالة الملك محمد السادس، في هذه البرقية، "لقد فقد المغرب برحيله أحد رجالاته الكبار ومثالا للوطني الغيور، تشبثا بمقدساته ووفاء لملكه، ونضالا عن وحدته وسيادته، وغيرة صادقة على قيمه الوطنية التي لا تقبل المساومة، وذلك على امتداد عهد النضال والتحرير، بقيادة جدنا المقدس، جلالة الملك محمد الخامس، أو على امتداد عهد الاستقلال وبناء المغرب الحديث، بقيادة والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما وأكرم مثواهما. فكان رحمه الله قدوة للمواطن المغربي المسؤول، الذي وظف قلمه وأدبه لخدمة القيم الوطنية الثابتة، والمبادئ الكونية السامية، في شجاعة رأي، وصدق في الأقوال والأعمال".
ولدى الراحل الذي أدار جريدة العلم لسنوات طويلة امتدت حتى العام 2000، العديد من الأعمال التي أغنت المكتبة العربية، من بينها مقالات صحفية ومقالات رأي، وروايات، ودراسات حول الإسلام وفي مجالي اللسانيات والفكر عموما. ومن بين أعمال الراحل، الذي كان عضوا بأكاديمية المملكة، "نبذات فكر" و"في الثقافة والأدب" و"في الفكر السياسي"، إلى جانب أعمال أدبية ك"دفنا الماضي"، و"المعلم علي" و"أخرجها من الجنة". وساهم المرحوم، وهو خريج جامعة القرويين وجامعة القاهرة، في تأسيس اتحاد كتاب المغرب، المنظمة التي ترأسها في الفترة ما بين 1968 و1976.