قام وفد مغربي مصغر، تقوده كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مونية بوستة، يومي الأربعاء والخميس، بزيارة عمل لدار السلام، حيث عقد سلسلة من اجتماعات العمل مع مسؤولين تنزانيين رفيعي المستوى، وذلك في إطار تتبع اتفاقات الشراكة الموقعة خلال الزيارة الملكية لتنزانيا في أكتوبر 2016. وخلال هذه الزيارة، التي تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، أجرت بوستة مباحثات مع نائبة وزير الشؤون الخارجية التنزاني السيدة سوزان ألفونس كوليمبا، حيث تم استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها.
وأشادت المسؤولتان بجودة هذه العلاقات وبالمستوى الذي بلغته، لا سيما منذ الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا البلد. كما قرر الجانبان إحداث فريق عمل مشترك لتتبع وتقييم تفعيل الاتفاقات الموقعة خلال الزيارة الملكية.
وقد ترأست المسؤولتان، إثر ذلك، اجتماعا موسعا ضم ممثلي كافة القطاعات الوزارية والقطاع الخاص المعنيين بالاتفاقات المبرمة بين البلدين.
وخلال هذا اللقاء، توقف المشاركون عند مجموع الاتفاقات الموقعة خلال الزيارة الملكية لتنزانيا، وتدارسوا آفاق التعاون في عدة مجالات.
وخلال زيارتها لدار السلام، قامت بوستة بزيارات ميدانية، على الخصوص، لموقع بناء مسجد محمد السادس بالعاصمة التنزانية، والذي أعطى انطلاقة أشغاله جلالة الملك خلال زيارته لهذا البلد. ويضم هذا المسجد، الذي سيشيد على مساحة 7400 متر مربع، قاعة للصلاة تتسع لأزيد من 5000 مصل ومصلية، ومكتبة، وقاعة للمحاضرات، وجناحا ثقافيا وإداريا، فضلا عن مرآب للسيارات وفضاءات خضراء.
وخلال زيارة جلالة الملك لتنزانيا، تم التوقيع على ما لا يقل عن 22 اتفاقا واتفاقية تعاون وشراكة بين البلدين.
وتهم هذه الاتفاقيات التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي، وإرساء آلية للتشاور السياسي، وقطاع الهيدروكاربورات والطاقة والمعادن والجيولوجيا، والنقل الجوي والفلاحة والصيد البحري والأسمدة والطاقات المتجددة والسياحة والتأمين الفلاحي بتنزانيا.
كما تهم تطوير وحدات صناعية ولوجستية، وتطوير أروقة لوجستية وسككية بين الموانئ والوحدات الصناعية بتنزانيا، والشراكة بين اتحادي أرباب المقاولات بكلا البلدين، والقطاع البنكي والصحة وتسهيل المبادلات التجارية والاستثمار بإفريقيا، فضلا عن إحداث وحدة لتثمين وتعبئة الشاي عالي الجودة.
وتأتي هذه الاتفاقيات، التي تنسجم تمام الانسجام مع التوجه الملكي الرامي إلى تدعيم الشراكة جنوب- جنوب، لتعزيز الإطار القانوني المنظم للتعاون بين البلدين. ومن المقرر أن يقوم الوفد المغربي، الذي سبق أن زار إثيوبيا ورواندا، بعد تنزانيا، بزيارة لكل من مدغشقر وزامبيا