غادر جلالة الملك مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، دار السلام بعد ظهر الخميس، وذلك في أعقاب زيارة رسمية لجمهورية تنزانيا. وكان في وداع جلالة الملك، بمطار جوليوس نيريري الدولي، رئيس جمهورية تنزانيا جون بومبي ماغوفولي. وقد توجه جلالة الملك إلى زنجبار أمس حيث أدى صلاة الجمعة بمسجد "الشورى". وفي أعقاب صلاة الجمعة تفضل أمير المؤمنين بإهداء الجهات المكلفة بتدبير الشأن الديني بزنجبار 10 آلاف نسخة من المصحف المحمدي الشريف. وحسب مصادر مقربة فإن الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها جلالة الملك إلى إثيوبيا، المحطة الثالثة في جولة جلالته إلى شرق إفريقيا، تم تأجيلها، حيث من المتوقع أن تتم الأسبوع ما بعد القادم. وكان جلالة الملك قد حل بتنزانيا في 23 أكتوبر الجاري، وهي المحطة الثانية من جولة جلالته التي استهلها بزيارة رواندا. وخلال زيارته لجمهورية تنزانيا ترأس جلالة الملك ورئيس جمهورية تنزانيا جون بومبي حفل التوقيع على 22 اتفاقية للتعاون الثنائي في عدد من المجالات. وتهم هذه الاتفاقيات التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي، وإرساء آلية للتشاور السياسي، وقطاع الهيدروكاربورات والطاقة والمعادن والجيولوجيا، والنقل الجوي والفلاحة والصيد البحري والأسمدة والطاقات المتجددة والسياحة والتأمين الزراعي. كما تهم تطوير وحدات صناعية ولوجستية، وتطوير أروقة لوجستية وسككية بين الموانئ والوحدات الصناعية بتنزانيا، والشراكة بين اتحادي أرباب المقاولات بكلا البلدين، والقطاع البنكي والصحة وتسهيل المبادلات التجارية والاستثمار بإفريقيا، فضلا عن إحداث وحدة لتثمين وتعبئة الشاي عالي الجودة. وتأتي هذه الاتفاقيات، التي تنسجم تمام الانسجام مع التوجه الملكي الرامي إلى تدعيم الشراكة جنوب- جنوب، لتعزيز الإطار القانوني المنظم للتعاون بين البلدين. كما أعطى جلالة الملك انطلاق أشغال بناء مسجد جديد بدار السلام الذي تفضل جلالته فأطلق عليه اسم "مسجد محمد السادس". وتأتي هذه المبادرة الملكية لبناء هذه المعلمة الدينية والثقافية، استجابة كريمة لطلب تقدم به المفتي الشيخ أبو بكر بن زبير بن علي رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتنزانيا وعضو مؤسس لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، حيث عبر عن الحاجة الملحة إلى مسجد ومرافقه بمدينة دار السلام. ويضم هذا المسجد، الذي سيشيد على مساحة 7400 متر مربع، قاعة للصلاة تتسع لأزيد من 5000 مصل ومصلية، ومكتبة، وقاعة للمحاضرات، وجناحا ثقافيا وإداريا، ومرآبا للسيارات ومناطق خضراء.