ارتفع عدد ضحايا المظاهرات المتواصلة بعدد من المدن الفنزويلية، للشهر الثالث على التوالي، إلى 76 قتيلا، بعدما أعلن عن مقتل شاب فنزويلي، أمس الخميس، خلال مسيرة احتجاجية نظمت بالعاصمة كراكاس. وتناقلت وسائل إعلام محلية صورا ومقاطع فيديو لأحد عناصر الحرس الوطني وهو يصوب سلاحه في وجه متظاهر يبلغ من العمر 22 سنة، وذلك عند اقتراب الأخير من سياج إحدى الثكنات العسكرية بكراكاس.
وذكرت المصادر ذاتها، استنادا إلى مصادر طبية، أن الشاب دافيد فالينياس تلقى ثلاث رصاصات على مستوى الصدر خلال مظاهرة نظمتها المعارضة دعما للمدعية العامة لويسا اورتيغا، المنشقة عن تيار الحزب الحاكم والتي نددت في كثير من المناسبات بالقمع الممارس في حق المحتجين.
وتعيش فنزويلا على وقع موجة جديدة من الاحتجاجات انطلقت منذ مطلع شهر أبريل الماضي على خلفية الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها البلد الجنوب أمريكي منذ نحو اربع سنوات.
وتطالب المعارضة برحيل الرئيس نيكولاس مادورو وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وبرفع القيود عن ممارستها لسلطاتها في البرلمان وعن زعيمها هنريكي كابريليس، بعد قرار قضائي يمنعه من تولي أي منصب عمومي لمدة 15 عاما.
أما مادورو فيتهم المعارضة والمتظاهرين بمحاولة الانقلاب على النظام القائم من خلال اللجوء إلى العنف واستخدام المراهقين كدروع بشرية.
وكان مادورو قد تعهد بإجراء استفتاء شعبي حول رفض أو قبول الدستور الجديد الذي أعلن، مؤخرا، عن إحداث جمعية تأسيسية لصياغته لمواجهة الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة في فنزويلا، البلد النفطي الذي أدى تراجع أسعار النفط الخام الى انهيار اقتصاده.
وأعلنت المعارضة انها لن تشارك في الجمعية التأسيسية التي ستضم 545 عضوا، لأنها تعتبر النظام المقرر لتعيين أعضاء الجمعية "مخالف للقانون"، وتتهم الرئيس بأنه يسعى من خلال هذه المناورة إلى البقاء في السلطة.