نبه عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أن غياب التعاون بين المغرب والجارة الجزائرية، التي ترفض مد جسور التعاون مع المغرب، يضع المنطقة في مرمى تهديدات إرهابية خطيرة، بالنظر إلى المشاكل التي تعرفها المنطقة على مستوى الأمن الحدودي. وشدد الخيام على أن هذه التنظيمات تستغل بالدرجة الأولى هشاشة البلدان ومناطق التوترات. وأثار في هذا السياق انضمام مجموعة من الانفصاليين بمخيمات تندوف، وعددهم الرسمي مائة انفصالي، للتنظيمات الإسلامية الإرهابية.
جاء ذلك بمناسبة انعقاد المنتدى الإسباني المغربي حول الأمن ومكافحة الإرهاب الذي تم تنظيمه بالرباط أمس الجمعة، بعد دورته الأولى التي نظمت في العاصمة الإسبانية مدريد في ماي من العام المنصرم.
وتم تسليط الضوء خلال هذا المنتدى على فعالية السياسة الاستباقية ومتعددة الأبعاد التي ينتهجها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، والتي مكنت من الحد بفعالية من خطر التعرض لهجومات إرهابية على الأراضي المغربية أو على المستوى الدولي.
واختارت مؤسسة الثقافة العربية، المنظم المنتدى المغربي الإسباني حول الأمن ومكافحة الإرهاب، شعار:"مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل : مساهمة المغرب وإسبانيا والاتحاد الأفريقي" لهذه الدورة الثانية المنعقدة أمس بالعاصمة الرباط، نظرا للعلاقات الوثيقة التي تجمع المغرب وإسبانيا في مختلف المجالات وخاصة في المجال الأمني، حيث يعد التعاون بين مصالح الأمن في البلدين في مجال مكافحة الجريمة المنظمة مثاليا.
وشارك في هذه الدورة، حسب بلاغ للجهة المنظمة، عن الجانب الاسباني قاضي المحكمة الوطنية إسماعيل مورينو بصفته خبيرا وسلطة قضائية متخصصة في هذا المجال، أما من وجهة النظر الأكاديمية والقانونية عرف المنتدى مساهمة ثلة من الأكاديميين الإسبان والمتخصصين في القانون الدولي من جامعة كومبلوتنسي بمدريد. وعن الجانب المغربي، يشارك المكتب المركزي للتحقيقات القضائية وعلى رأسه عبد الحق الخيام، مدير المكتب.
وتتوخى مؤسسة الثقافة العربية عبر تنظيم هذه الفعالية تعميق النقاش الفكري وتسليط الضوء على قضية تشغل كلا من أسبانيا والمغرب والمنطقة برمتها، وهو التهديد الذي يشكله انتشار الجماعات الإرهابية في منطقة الصحراء والساحل التي يسهل اختراقها من طرف التنظيمات الإرهابية وتصعب السيطرة عليها.