أكد جلالة الملك محمد السادس أمس الأربعاء خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس النيجيري محمد بوخاري، رغبة جلالته في إقامة محور استراتيجي بين الرباط وأبوجا، وجعله إطارا للتشاور والتعاون بخصوص كافة القضايا الإفريقية.. وتناول جلالته خلال المكالمة ذاتها خلاصات الاجتماع الذي انعقد بالدار البيضاء في دجنبر الماضي، تحت رئاسته الفعلية، بخصوص موضوع خط أنابيب الغاز المغرب - نيجيريا والمراحل المقبلة لهذا المشروع الاستراتيجي.
وأطلع جلالة الملك، الرئيس بوخاري على نتائج الزيارات الأخيرة التي قام بها للعديد من الدول الإفريقية، وكذا على طلب المملكة الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وعلى الاتصالات التي أجراها بهذا الخصوص مع قادة دول المنطقة.
ولعل هذه التطورات المتسارعة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في قمة أديس أبابا الأخيرة، وتقديم طلب الانضمام إلى مجموعة سيدياو ودعوة جلالة الملك إلى إقامة محور استراتيجي يربط العاصمة الرباط بأبوجا، شكلت صدمة للجزائر وأصبحت مادة دسمة للإعلام الجزائري الذي هاجم سياسة بلاده، وصبّ جامّ غضبه على ما أسماه "العمي الاستراتيجي"، الذي أصبح يلازم النظام الجزائري، ويصيب كل متتبع بالحيرة ويقتل فيه الرغبة في الكلام.
وربطت الصحف الجزائرية بين رفض الجزائر استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، و فشل الجزائر في عزل المغرب بغلق حدودها معه. وكشفت أن هذه السياسة التي اختارها النظام الجزائري لخنق المملكة، حتى تذعن لشروطه بخصوص قضية الصحراء، أثبتت فشلها الذريع، وأصبحت الجزائر هي المعزولة دوليا وإقليميا.
وهاهي العزلة الجزائرية تترسخ أكثر فأكثر بعد طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "سيدياو"، والتي وصفته صحيفة الوطن الجزائرية بأنه "الزلزال الجيوسياسي"، ويأتي جلالة الملك بعد أيام فقط، ويدعو الرئيس النيجيري محمد بوخاري إلى تكوين محور استراتيجي بين الرباط وأبوجا للتشاور في كل القضايا الإفريقية.