شعب بريس- متابعة تعرف منطقة "توروك" التي تقع على الطريق المؤدية إلى تنجداد انطلاقا من أرفود إقليمالرشيدية أحداثا خطيرة تتصاعد يوما بعد يوم. فبعد أن عرفت أياما متتالية من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، كانت تصل إلى شل الحركة بنفس الطريق، وبعد حوارات ماراثونية على أساس ملف مطلبي سطرته الساكنة مع ممثلي السلطات المحلية والإقليمية، انتهت بوعود وهمية لم ينفذ فيها أي شيء. انفجرت الأوضاع بشكل غير مسبوق بعد أن تم التعدي على تلاميذ الثانوية الإعدادية واعتقال البعض منهم، وهاهم السكان في هذا اليوم الموافق ل: 30 شتنبر 2011، انتفضوا جميعا وقد أخرجوا أبناءهم اليوم من المدارس وخرجوا في تظاهرة عارمة من أجل إطلاق سراح اثنين من أبنائهم المعتقلين. والخطير في الأمر، أنه في الوقت الذي يتمتع فيه أبناء المغاربة ببهجة الدخول المدرسي للموسم الدراسي الجديد، وأنه صباح اليوم وفي الوقت الذي خرج فيه تلاميذ "إعدادية المختار السوسي" في مظاهرة تنديدية غاضبة من أجل المطالبة بحقهم في النقل المدرسي والتنديد بالتهميش الذي يطالهم ونصيب قريتهم من التنمية البشرية، فقد وصل الأمر بالسلطات المحلية إلى مقابلة الحناجر البريئة للتلاميذ الصغار بالقمع واعتقالات في صفوفهم،والتنكيل بهم والضرب والجرح في حق هؤلاء القاصرين، حيث سقط العديد منهم جرحى.
وتاتي هذه الاحداث بعد تسجيل حالتي اعتقال في صفوف هؤلاء التلاميذ المطالبين بحقهم في النقل المدرسي ونصيب قريتهم من التنمية البشرية، وهما: التلميذ عبد الله أشنون، والتلميذ محمد الطاهري، إذ قرر السكان تصعيد خطواتهم النضالية، وخرجوا اليوم كتلا بشرية قاطعين الطريق ورافعين شعار "إطلاق سراح الأطفال المعتقلين فورا وبدون قيد ولا شرط"، وهم يعلنون استعدادهم الكامل لتوقيف جميع المصالح والتصعيد أكثر إن لزم الأمر.
ويبقى الوضع مرشحا للتصعيد ما لم تنسحب القوات العمومية ويتم فتح حوار جدي وبناء مع المواطنين والساكنة، إذ أن هذا الأمر لم يعد مقبولا في إطار شعارات حقوق الانسان وفي ظل دستور جديد يروم تكريس دولة الحق والقانون، والديمقراطية، والجهوية الموسعة... الخ. نتمنى أن يتحرك المعنيون والمسؤولون لحل هذه المعضلة في اقرب الآجال، فلا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يصل إليه الوضع، خصوصا وأن ساكنة الجنوب الشرقي بصفة خاصة وباقي مناطق المغرب بصفة عامة تعيش احتقانا غير مسبوق.