المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في دورته العاشرة أيام: 22-23-24 و25 شتنبر 2011 بأكادير
من تنظيم الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية المهرجان الذي يحتضن جائزة الثقافة الأمازيغة – صنف المسرح – برسم سنة 2010
أرضية الندوة المسرح المغربي الأمازيغي المعاصر: تجارب، اتجاهات وأسماء عندما نطرح في هذه الأرضية عشرية المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي والذي بدأته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي منذ سنة 2001. للتساؤل عن حصيلته، وماذا راكمته هذه التجربة في الممارسة المسرحية المغربية عامة الأمازيغية خاصة٬ حيث نقصد بخصوصية الأمازيغية المتغيرات اللغوية الثلاث المتميزة في هذه المنظومة اللغوية، مع التأكيد على أن هذه الخصوصية لا تعني إلا التنوع والتعدد التي تؤثث المشهد المسرحي ببلادنا في وحدتها وانتمائها للوطن/ تامازغا، بحكم أن هذا التعدد والتنوع في هذه الوحدة نابع أصلا من كون جذور المسرح الأمازيغي هي نفسها جذور المسرح المغربي، إن لم نقل المسارح المغربية لأننا نجد في هذه الممارسة وتراكماتها مسرحا مغربيا بالمفرد بل مسرحا مغربيا بالجمع.
جائزة المهرجان والعشرية التي نحتفي بها في تساؤلاتنا وهي تساؤلات التأمل والتفكير في التراكم والتعدد والتنوع والوحدة٬ يفرضها علينا المنجز المسرحي الأمازيغي المغربي المعاصر والمتحقق فعلا كعرض مسرحي وفي جوهر مسرحانيته théâtralité أي ما يجعل مشاهدته حاضرة في مكوناته من حبكة وحدث ومكان وزمان وأداء فني أو مجموعة العناصر التي ذكرها أرسطو في كتابه فن الشعر: الحبكة٬ الشخصية٬ الفكر٬ اللغة٬ الموسيقى، والمنظر المسرحي.
إذ يدعونا هذا التفصيل للتساؤل عن مدى حضور هذه المكونات والعناصر في العرض المسرحي الأمازيغي المغربي، من خلال تراكمات العشرية المذكورة، وكيف تم له ذلك؟ أي أنه لم يتم تحقق كل هذه العناصر والمكونات في منجز العرض المسرحي الأمازيغي المغربي حاليا. لولا تلك المتابعة الحثيثة والانخراط الفعلي في الممارسة المسرحية المغربية في عموميتها وبلغة عربية جعلت تفكير هذه اللغة يضفي أجواء ونفحات مغربية على هذه الممارسة وضمنية جذورها السلالية والثقافية فيها٬ وهذا ما يعني كذلك أن عنصر اللغة ككلام ومنجز قولي أمازيغي لا يقر له قرار إلا في هذا المنجز، لأنه ملفوظه ومنطوقه القولي في هذا التعبير الفني كما هو شأن التعبيرات الفنية الأخرى حيث تلعب اللغة دورا هوياتيا بالإضافة لطبيعة اللغة الأمازيغية في حد ذاتها وبما لها من سحر أخاذ وشاعرية لا يتذوقها إلا من نشأ نشأتها. وهذا ما يعطي بعض الخصوصية في المسرح الأمازيغي المغربي٬ علما بأن عنصر اللغة ليس وحده كافيا لتحقيق هذا المنجز كما أن عنصر الفكر ومنطقه هو وليد هذه القوالب والآليات اللغوية بما هي اصطلاحات وتمثلات وبنيات ذهنية لدعم الشخصية٬ وهذا ما يجعل المسرح يلعب دورا في إعطائه بعدا شعبيا، خاصة إذا علمنا أن المضامين والحركات والتعبيرات الجسدية والإيماءات لأنها هنا تعتبر لغات مسرحية فنية يحتمها منطق المسرح وجوهره.
كما أن المتلفظ المسرحي هو متلفظ قريب إن لم نقل مجاور للشفاهية وهذه الخاصية تمتلكها اللغة الأمازيغية ولعل هذا المعطى هو ما أنتج كوميديا الكلام المنطلق الأساسي للاتجاه الكوميدي الشعبي في المسرح الأمازيغي المغربي حيث لا نجد فرقا بين هذا المنطلق ومنطلق المسرح في بداياته الأولى، والتي كانت بداية شعبية عامية في لغة كلامها لاعتمادها منذ الأول على الشعر العامي في اليونان٬ (الأيامبو) وبنفس التفكير المتولد عن المنجز اللساني وتداوله، يأتي عمق الإحساس فيما تحمله بعض تيمات العرض المسرحي الأمازيغي المغربي من إحالات على العودة للأصل (أسطورة الخلق)، أي ذلك التكرار اللازم للعود الأبدي فيما تمارسه الأسطورة والتي هي صنو للمسرح وجوهر له فيما يعرف بمسرح الأصول، وهذا ما يسمح لنا بتلمس نوعية الفعل التراجيدي في المسرح الأمازيغي المغربي كاتجاه ثان، والفارق بين الاتجاهين أو النوعين المسرحيين التراجيديا والكوميديا، كامن في كون الأولى تدعونا للعاطفة خاصة عاطفتي الخوف والشفقة، أما النوع الكوميدي فيدعونا للتفكير والتأمل من خلال الضحك والمضحك٬ أما ثالثا فنجده في هذا المنجز متجليا فيما يعرف بالأداء الفني أي ذلك الأداء المعتمد على العرض والتعبير الجسدي. والاحتفاء بالجسد في المسرح الأمازيغي المغربي هو نتيجة للاعتداد بالذات والتماهي معها، ما دامت ذاتا موجودة بحضورها في الواقع الآن، ما تعرضه هي حالات ومواقف تتموقع حاشدة انفعالاتها لإعطاء معنى لحضورها والذي لا يعني أنه حضور درامي بقدر ما هو حضور للوجود وليس للغياب٬ لأن الواقع هو المتحكم و ليس المتخيل أو التمثيل أو ما ينبغي أن يكون كما يوحي بذلك مفهوم المحاكاة في المسرح الكلاسيكي، بل ما يعلن حداثته في المسرح ما بعد الدرامي٬ أي ذلك الفعل الواعي بأن ما يقدم أمام الجمهور ليس وهما بل حقيقة وجوهرا للفعل الإنساني حاضر فيه من خلال الحيوية التي يكون عليها الأداء والمشاركة الفعلية للمتلقين الذين يجدون فيما يؤدى لهم إثباتا لحضورهم باعتبار الإطار الثقافي الذي يجعلهم يعيدون بناءه باللعب والحركة والكلام وبتلك الرغبة الصادقة المعبر عنها بالحرية والرغبة في المشاركة مما يعطي مشروعية العمل الفني هنا أي العرض المسرحي.
إن كل هذه المعطيات ترصدها لنا عروض المسرح الأمازيغي المغربي في مجمل عشر سنوات من التراكم المنظم والمفكر فيه وكأنها كانت سنوات عشرا لبناء وإعادة بناء المسرح الأمازيغي المغربي انبثاقا من عمومية هذا المسرح لا خصوصية مغربيته المعبرة عن أمازيغيتها في امتلاك أدوات العرض والمسرحة مادام مبدأ الخصوصية ينتفي في الفن عموما.
والمسرح أولا فن وثانيا فن إنساني وثالثا تعبير من تعبيرات الفرح الإنساني الشيء الذي يجعل ممارسته هي ممارسة الانخراط في هذا الأفق وانفتاح على كل ما هو إنساني٬ وهذا ما نجد المسرح الأمازيغي يأخذ غمار الانغماس فيه حيث تؤكد العروض المسرحية الأمازيغية المغربية في عشريتها هاته هذا الدليل وإلا لما كانت تعنينا لإجلاء معالمها وتبقى جمعية التبادل الثقافي٬ جمعية جمعت لنا هذه الأضمومة في منتجها الفني بالدعم والدعاية من أجل أن تنطلق التجربة المسرحية المغربية تواقة لما يعطيها معنى في نظامنا الثقافي العام.
هكذا نعود إلى تساؤلاتنا في هذه الأرضية حول تجربة المسرح الأمازيغي المغربي وما أسفرت عنه في هذه العشرية:
- ماذا حققت هذه التجربة المسرحية الأمازيغية المغربية من إضافة للمشهد المسرحي المغربي علما بتاريخية الممارسة المسرحية الأمازيغية المغربية منذ أبولونيوس؟
- ما هي معالم هذه التجربة في استئناف حضورها على مستوى الكتابة الدرامية (النص)، وبناء العرض المسرحي (الإخراج والتقنيات) والأداء الفني العام، وكذلك التشخيص والتعبير التمثيلي (الممثلون) وما هي الأسماء التي كرستها هذه التجربة مستويات الإبداع والابتكار في المجالات السابقة الذكر.
- علاقة الشاعر بالمسرح من خلال اللغة المنظومة في تجربة المسرح الأمازيغي مثلا تجربة الشاعر محمد المستاوي أو سعيد أبرنوص أو الحسين القمري...؟
- ماذا يعني حضور اللغة والأسطورة في تجربة المسرح الأمازيغي المغربي المعاصر؟
- إلى أي حد يمكننا نعت هذه التجربة بالمسرح الأمازيغي وهل مرد ذلك إلى اللغة (منطوق الحوار) أم المضامين أو المؤدون والمؤدى لهم؟ بمعنى آخر أين تكمن أمازيغية هذه الممارسة المسرحية؟
- في البداية كان للكوميديا حضور قوي في هذه الممارسة فلماذا تقلصت؟
- إلى أي حد يمكن الحديث عن هذه التجربة في نوعيتها ضمن مسار التجربة المسرحية الأمازيغية خاصة والممارسة المسرحية المغربية عامة.
- المنجز المسرحي في هذه التجربة منجز مهيكل ومنبني على رؤيا، فما هي أدواتها الفنية والتعبيرات الفنية المدمجة فيها استحياء من تراثنا الثقافي الشعبي لغة (كلاما) وحركة وأداء (إنشاد، رقص، غناء).
- هل يمكننا استقراء اتجاهات مسرحية متحققة في هذه التجربة انطلاقا من عروضها المنجزة وما هي حدود و تقاطعات هذه الاتجاهات مع التجربة المغربية ومع المسرح العالمي وما هي مقومات كل اتجاه اعتمادا على نماذج منجزها في العرض المسرحي؟
- ما يتيحه المسرح في ممارسته هو التواصل والتفاعل سواء انطلاقا من الذات المتكلمة فيه لغة الكلام هنا نعني بها توظيف المعنى للغة المسرح ومفرداته التعبيرية الفنية، وانطلاقا من الآخر الذي قد يكون الذات نفسها اعتماد على أن المسرح استعارة كبرى في هذا المجال، حيث تطرح كذلك علينا مسألة التثاقف؟
- هذه العشرية والاحتفاء بها تتصادف مع دسترة الأمازيغية، فضلا عما يرتكز عليه الدستور الجديد من الاهتمام بالثقافة والتعدد والتنوع الثقافي والفني في المغرب. فإلى إي حد يمكننا في المسرح عامة والمسرح الأمازيغي خاصة ترسيخ هذه القناعة عمليا.
- التجربة المسرحية الأمازيغية المغربية في عشريتها على الأقل تشكل متنا للبحث العلمي من خلال منجزها المتحقق فعلا كعروض مسرحية بحيث تتيح لنا قراءتها في أفق الحراك الاجتماعي والسياسي، فما هي ملامح هذا الأفق لإعطاء مسرح بديل أو جديد يساير التجريب والتجديد والتطوير تبعا لهذه الحركية الاجتماعية ودينامكيتها في ما نعتبره هوية بمعناها الدينامكي والحيوي؟
هذه بعض الأسئلة التي نستخلصها من تجربة عشرية المهرجان الذي ترعاه الجمعية مدعمة بالشراكة والتعاون مع كل الفاعلين في هذا الحقل من مؤسسات وجمعيات وأكاديميين وجمعويين.
إذ نطرح هذه التساؤلات على أنفسنا أولا ومن خلالها على شركائنا، نتمنى أن تكون الاستجابة بقدر هذا الطموح في وضع جسور للحوار وتبادل الرأي في إطار مطارحات فكرية وعملية للتقدم خطوة باتجاه منتظراتنا ومنتظرات المسرح والمسرحيين والوطن. ذ. سالم اكويند
الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي
AGADIR - A.M.R.E.C
المهرجان الوطني للمسرح الأ مازيغي - الدورة العاشرة –
ⴷⴷⵓ ⵜⵎⴰⵜⴰⵔⵜ : Tadinamit n tussna tamazivt tbdd xf tgmi n twuriwin tidlsanin
تحت شعار: شعار: دينامية الثقافة الأمازيغية رهينة بتنمية الممارسات الثقافية
من 22 إلى 25 شتنبر 2011
البرنا مج
-الخميس 22 شتنبر 2011
: 19h30 - افتتاح المهرجان
: 20h00 - العرض الأول مسرحية " ءيزمولن " جمعية أبراز – اكادير
– الجمعة 23 شتنبر2011 16h30- العرض الثاني مسرحية " أورد أكال أورد أوال " فرقة أفراك ماست : 18h 30 - العرض الثالث مسرحية « تاضا تقبورت " فرقة اسمامان للابداع المسرحي مدينة أكادير 20h30-: العرض الرابع مسرحية » إساسان » فرقة درمازيغ – مدينة تزنيت
- السبت 24 شتنبر 2010
: 10h 30 - ندوة تحت عنوان: « المسرح المغربي الأمازيغي :إتجاهات، تجارب وأسماء
المحور الأول: الأداء الفني في المسرح المغربي الأمازيغي
ميسر الجلسة: ذ. الحسين أيت باحسين
المشاركة والمشاركون في الندوة:
ذة. نوال بنبراهيم: المسرح المغربي الأمازيغي في العقد الأول من الألفية الثالثة: الجماليات والدلالات،
ذ. فؤاد أزروال: جماليات المسرح المغربي الأمازيغي وسلطة التلقي،
ذ. سالم اكويندي: الأداء الفني في منجز العرض المسرحي المغربي الأمازيغي المعاصر
(عرض مسرحية « كرا » و عرض مسرحية « تسليت ن أزرو » نموذجا).
- : 16h 30 العرض الخامس مسرحية » باركاز » فرقة فوانيس ورزازات - 18h30 : العرض السادس مسرحية » تركيت ييغد » فرقة تاركانت – الدارالبيضاء : 20h 30 – العرض السابع مسرحية « توت نين زو » فرقة ثفسوين – الحسيمة - ألا حد 25 شتنبر 2010 - 10h 30 : المحور الثاني: تجارب واتجاهات المسرح المغربي الأمازيغي ميسر الجلسة: محمد واكرار المشاركون في الندوة: ذ. الخطير أبو القاسم: تنمية الممارسات الثقافية للحفاظ على دينامية الثقافة الأمازيغية بالمغرب (المسرح نمودجا) ذ. الحسين أيت باحسين: عشر سنوات من دعم المسرح المغربي الأمازيغي (تجربة أمريك نموذجا)، ذ. فاروق أزنابط: اتجاهات وتجارب المسرح المغربي الأمازيغي (الريف نموذجا)، ذ. عز الدين الخراط: اتجاهات وتجارب المسرح المغربي الأمازيغي (سوس نموذجا)، ذ. محمد شهير اتجاهات وتجارب المسرح المغربي الأمازيغي (وسط المغرب نموذجا). : 18h00 –العرض التامن مسرحية » أسيكل » فرقة تاسونا – ايت ملول - 20h 30:حفل الاختتام وتوزيع الجوائز تكريم الفنانة الامازيغية لويزة بوسطاش