يبدو أن التقارب الأخير بين المغرب وموريتانيا، وعودة الدفء للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعزيزها بفضل تدخل جلالة الملك بعد تصريحات شباط المسيئة للجارة الجنوبي، بدأ يأتي ثماره ليس فقط بالنسبة البلدين الجارين، بل أيضا لفائدة محيطهما الإفريقي. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر صحفية موريتانية، أن المغرب يستعد للتدخل دبلوماسيا من أجل إقناع رئيس غامبيا المنتهية ولايته يحيى جامع بقبول نتائج صناديق الاقتراع والوصول إلى حل للأزمة التي السياسية التي تعصف بهذا البلد الإفريقي الذي يرتبط بعلاقات خاصة مع المغرب..
ويتوقع أن يتوجه الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، الذي يتواجد حاليا بموريتانيا، إلى العاصمة الغامبية بانجول خلال الأيام المقبلة، وذلك حسب ما ذكرته اليوم الاثنين وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة "الأخبار".
وأفادت الوكالة أن ناصر أبو ريطة سيتوجه قريبا إلى غامبيا، فيما سينتظر عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الزويرات لنقاش مبادرة جديدة في غامبيا تقودها موريتانيا والمغرب.
وسيحاول بوريطة في وساطته، استثمار العلاقة الجيدة التي تربط الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع بالمغرب، الذي يعتبر من الموقعين على ملتمس تجميد عضوية جبهة البوليساريو في الاتحاد الإفريقي، كما أن جلالة الملك محمد السادس سبق له أن قام بزيارة رسمية لهذا البلد الإفريقي سنة 2006.
وكان بوريطة قد وصل إلى موريتانيا، يوم الأربعاء الماضي، رفقة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حيث التقيا بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قبل أن يعود بنكيران ويواصل بوريطة متابعة ملف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
يشار إلى أن غامبيا تعيش أزمة سياسية منذ إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية، التي جرت في الأول من شهر دجنبر الماضي، حيث رفض الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع، الذي يحكم البلاد منذ 22 سنة، تسليم السلطة للرئيس المنتخب آداما بارو، بعد هزيمته في ذات الانتخابات حيث حصل منافسه على 45.5% من الأصوات مقابل حصول جامع يحيى على 36.7%.
وكانت مجموعة "الإيكواس"، التي تضم إلى جانب غامبيا، السنغال ودول أخرى، قد تحركت عقب رفض جامع للانتخابات، لكنها فشلت في إقناعة بترك السلطة، وهو ما جعلها تلوح بالتدخل عسكريا من أجل إبعاده عن مراكز القرار.
وحذرت "الإيكواس"، يوم الجمعة الماضي من أن "القوات السنغالية على أهبة الاستعداد للتدخل في غامبيا في حال رفض الرئيس يحيي جامع، ترك السلطة في 19 يناير المقبل".
يذكر أن السنغال سبق لها أن تدخلت عسكريا في غامبيا سنة 1981، لإعادة الرئيس السابق دوود جاورا إلى الحكم بعد محاولة انقلاب انتهت بالفشل.