شعب بريس- متابعة توصل علماء إلى أن العجز الجنسي يمكن أن يكون تحذيرا مبكرا للإصابة بأمراض القلب عند الرجال، وذلك بعد الربط بين عشرات الدراسات السابقة، حيث ثبت أن نسبة الإصابة بنوبة قلبية زادت قرابة 50 في المائة عند الذين يعانون عجزا جنسيا.
ولطالما شكّ العلماء بوجود ارتباط بين مشكلة العجز الجنسي وصحة القلب. ومن أكثر النظريات ترجيحا تلك التي تقول إن الشرايين التي تغذي العضو الذكري بالدم تنسدّ قبل شرايين القلب التي تزيدها حجما، لذا يُعتبر العجز الجنسي تحذيرا من إمكان انسداد شرايين القلب.
ولتوثيق هذا الارتباط، قام فريق من علماء صينيين بمراجعة 12 دراسة سابقة شملت قرابة 40 ألف رجل. ووجدوا أن خطر أمراض القلب زاد عند الذين يعانون عجزا جنسيا بنسبة فاقت 48 في المائة، كما ارتفعت عندهم معدلات الوفاة أكثر من الذين لا يعانون مشاكل جنسية.
وتتوافق نتائج هذه الدراسة الكبيرة مع نتائج دراسة أخرى نُشرت مؤخرا في مجلة the Archives of internal medicine، وأشارت إلى أن تعديل نمط الحياة وتناول الستاتين، أدوية تخفيض الكوليستيرول، يحسّنان مشاكل العجز الجنسي ولو بنسبة قليلة.
وفي ارتباط بالموضوع، يفيدنا الباحثون السويسريون أن أهم الأمراض، التي تلعب دوراً في العجز الجنسي لدى الرجال، هي بعض أنواع السرطان التي تستهدف أعضاء بالجسم، كما البروستاتة. لكن تقدم العمليات الجراحية تخول الطبيب حل هذه المشكلة بقدر المستطاع. ولا شك في أن تقدم العمر والمفاجآت المرضية الخبيثة، التي تغدر بالمرء، كما الأمراض السرطانية والأمراض المزمنة(ومن ضمنها عدم القدرة على التحكم بعملية التبول)، عوامل هامة تؤثر على الحياة الجنسية، لدى الرجل والمرأة معاً. ما يؤثر على المريض، نفسياً واجتماعياً.
لذلك، يرى الأطباء، هنا، أن الصراحة المطلقة، بين المريض والطبيب، لعلاج العجز الجنسي ضرورية لبناء درع واقي يحمي المريض من تداعيات قد يكون لها تأثير على مسار حياته.
علاوة على ذلك، يشير الأخصائيون إلى أن الأدوية الجنسية، كما الفياغرا وليفيترا وسياليس، تساعد في حل مشاكل الرجال الجنسية. وفي الحالات الأصعب، يلجأ الأطباء إلى حقن "البروستاغلاندين" التي تعمل على حفز عملية انتصاب العضو التناسلي الذكري. أما في الحالات الحادة، فان الجراحين يلجأون إلى زرع عضو ذكري، نصف قاسي أم هيدروليكي. وأثبت الأخير فاعلية جيدة في حل مشكلة العجز الجنسي لدى الرجل. بيد أن استعمال هذا العضو الاصطناعي يبقى محدوداً، أوروبياً. فنسبة استعماله بأميركا تبقى 100 مرة أكثر مقارنة بما يحصل بأوروبا.
من جانبهم، ينوه الباحثون في العلوم الجنسية بأن الحل قد لا يأتي من المرة الأولى. فالمحاولات قد تتكرر أكثر من مرة لإيجاد الأفضل. هنا، ينبغي ألا يصاب المريض بالإحباط. على العكس، فان خروج المريض عن صمته والتعاون مع الطبيب يمهد الطريق أمام العثور على ما يناسب الطرفين!