قالت الحكومة الأردنية، أمس الأحد، إن عملية أمنية لطرد حوالي ستة "إرهابيين" تحصنوا في قلعة أثرية في مدينة الكرك الجنوبية في تبادل لإطلاق النار أودى حتى الآن بحياة تسعة أشخاص على الأقل تقترب من نهايتها. وقالت مصادر أمنية إن امرأة كندية وثلاثة مدنيين آخرين وخمسة ضباط شرطة قتلوا خلال تبادل إطلاق النار بين المسلحين وقوات الأمن. ونقل 29 آخرون على الأقل إلى المستشفى بينهم إصابات خطيرة.
وقال محمد المومني، وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، للتلفزيون الرسمي إن عملية الملاحقة الرامية للقضاء على المسلحين دخلت المرحلة الأخيرة. ولم يذكر أي تفاصيل.
وأضاف المومني أن قوات الأمن والشرطة في المرحلة الأخيرة من العملية وأن الحكومة لا تريد استباق الأحداث. وتابع أن القوات ستتعامل مع هذه المجموعة من "الإرهابيين" للقضاء عليهم.
وقال شهود إنه تم سماع إطلاق نار متقطع بالقرب من القلعة حيث قالت الشرطة في وقت سابق إنها أنقذت سياحا كانوا في جولة بالموقع التاريخي.
ولم يتضح ما إذا كان هناك أي سائحين آخرين في القلعة التي يطلق منها المسلحون النار على قوات الأمن التي تحاصرهم.
ولم يتسن على الفور معرفة هويات المهاجمين.
وقال سميح المعايطة وهو وزير سابق من مدينة الكرك إن هناك مؤشرات على أن متشددين إسلاميين ربما يكونون وراء الهجوم لكن الحكومة مازالت حتى الآن تحجم عن قول ذلك.
وأبلغ المعايطة قناة تلفزيون العربية الحدث أن العملية مستمرة ولم تنته مشيرا إلى أن "المجرمين" مازالوا داخل القلعة. وأضاف أن هذه المجموعة كانت تخطط لعمليات محددة داخل الأردن.
وأظهرت لقطات مصورة بثت على وسائل التواصل الاجتماعي عددا من رجال الأمن يصطحبون مجموعة من السياح الآسيويين صوب المدخل الرئيسي للقلعة وسط سماع دوي إطلاق الرصاص.
وتعتبر القلعة أحد معالم الجذب السياحي الشهيرة في الأردن.
وقال رئيس الوزراء هاني الملقي للبرلمان إن عددا من رجال الأمن قتلوا وإن قوات الأمن تحاصر القلعة. وأكدت الحكومة الكندية مقتل واحدة من مواطنيها.
وقالت الشرطة وشهود إن المسلحين أطلقوا النار على رجال الأمن الذين يقومون بدورية في المدينة قبل دخول القلعة الموجودة على قمة أحد التلال. واستخدم المسلحون أحد أبراج القلعة لإطلاق النار على مركز شرطة قريب.
وقالت الشرطة إن المسلحين قدموا من بلدة القطرانة الصحراوية -التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي مدينة الكرك- وهي منطقة صحراوية تشتهر بالتهريب ويقيم بها كثير من السكان القبليين المدججين بالسلاح.
وقالت قوات الأمن إن المسلحين فروا إلى القلعة بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة في مبنى سكني.
والأردن أحد الدول العربية المشاركة في الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أراض في سوريا. لكن العديد من الأردنيين يعارضون مشاركة بلدهم في هذا التحالف بدعوى أنه يقتل مسلمين مثلهم ويثير تهديدات أمنية داخل الأردن.
وعبر مسؤولون عن قلقهم من تنامي التطرف داخل الأردن والدعم الذي تحظى به الجماعات المتشددة في المناطق الفقيرة.