أثار مقال نشرته جريدة أخبار اليوم لصاحبها تلفيق بوعشرين، على صفحتها الأولى اليوم تحت عنوان "إسبانيا تجني 400 مليار من مآسي 9000 "بغلة مغربية"، ردود فعل قوية بمواقع التواصل الاجتماعية بالنظر إلى المضمون القدحي الذي وصف بها كاتب المقال فئة النساء اللائي يمتهنن التهريب بين مدينة سبة المحتلةوالفنيدق.. هذا الجدل ما كان ليجد له أسبابا للوجود لو تحرت جريدة بوعشرين الدقة والموضوعية من خلال ترجمة " mujeres mulas" باللغة الإسبانية أو " femmes-mulets" باللغة الفرنسية ، بعبارة "النساء الحمالات"، دون اللجوء إلى توصيفهن بالبغلات المغربيات كما جاء في عنوان المقال..
وإذا كان الواقع لا يرتفع، حيث أن هذه الفئة من النساء المغربيات، للأسف الشديد، يضطررن لحمل عشرات الكيلغرامات من السلع المهربة من سبتةالمحتلة صوب الفنيدق من أجل كسب لقمة عيشهن وإسعاد أسرهن، فإن هذا الموضوع القديم، الذي كتبت حوله مقالات عديدة وأجريت بشأنه ربورتاجات متعددة، كان ممكنا التطرق إليه ولو بقليل من "قلة الحياء" من طرف أخبار اليوم، وذلك من خلال ضبط المفاهيم والمصطلحات..
الثقافة الفرنسية والاسبانية عندما تصف هؤلاء النسوة ب"موخيريس مولاس" لا تعني بذلك أنهن بغلات كما يتبادر إلى ذهن المواطن المغربي او المتشبع بالثقافة العربية لأن "مولاس" كناية على حمل الأثقال، وليس البغلات بالذات، وبالتالي فإن تشبيههن ب"البغلات" يقف عند حد دور "حمل الأثقال" ولا يتعداه إلى العقل والنفس والكيان كما فهم القراء من عنوان صحيفة تلفيق بوعشيرن، وهم على حق في ذلك لأن طريقة كتابة العنوان تشي بان صاحب المقال كان يعني شيئا آخر(وبالضبط المس بكرامة المغربيات) ولم يكن يريد التطرق لمعاناة "الحمالات" لأن كل ما جاء في المقال معروف ويعرفه القاصي والداني ولم يضف جديدا للظاهرة، إلا إذا كان بوعشرين يجهل ما يقع في معبر طاراخال لأنه مهموم بما يقع في قطر وما جاورها من بلاد نفطستان..