تحظى قمة المناخ "كوب 22"، التي تحتضنها مدينة مراكش حاليا وتستمر إلى غاية 18 نونبر الجاري، والتي تسعى لأن تكون قمة لإفريقيا، بتغطية إعلامية إفريقية واسعة، لاسيما من قبل وكالات أنباء القارة. وبفضل مبادرة غير مسبوقة من الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، التي ترأسها وكالة الأنباء المغربية، تمكنت وكالات الأنباء المنضوية تحت لواء الفيدرالية، من تسليط الضوء على هذا الحدث البيئي العالمي الذي يرفع تحديات مصيرية بالنسبة لمستقبل القارة الإفريقية، التي تبقى اكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية.
وقد أشاد صحفيون من ضمن وفد الفيدرالية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة التي سمحت لهم بأن يكونوا في قلب هذا الحدث البارز حول التغيرات المناخية الذي ينعقد على أرض إفريقية، وبنقل كلمة إفريقيا بخصوص قضايا توجد في مقدمة انشغالات القارة.
وفي هذا الصدد اشاد مدير تحرير وكالة الأنباء النيجيرية، دالاتو مالام مامان، بهذه المبادرة المحمودة التي سمحت له ولصحفيين آخرين من الوكالات الأعضاء في الفيدرالية، بان يكون بمراكش إلى جانب العديد من زملائهم، منذ البداية لمتابعة هذه القمة الرامية إلى تفعيل اتفاقية باريس بشأن التغيرات المناخية، التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الرابع من نونبر الجاري.
وأعرب عن انبهاره بمستوى التنظيم الذي لمسه، منذ وصوله إلى المدينة الحمراء الأحد الماضي، عشية افتتاح قمة "كوب 22"، معتبرا أن المغرب "يضاهي البلدان المتقدمة".
"لقد دهشت وتفاجأت بشكل يبعث على السرور بمستوى التنظيم الجدي لقمة "كوب22"، حيث تم اتخاذ كل الترتيبات كي يقوم الصحفيون بأداء عملهم في أفضل الظروف".
واعتبر أن انعقاد قمة "كوب 22" بمراكش يكتسي "دلالة خاصة بالنسبة لنا نحن الأفارقة"، خصوصا وأن المغرب يؤكد من خلال هذا التنظيم مكانته الريادية على مستوى القارة.
وأبرز الصحفي النيجيري، في هذا الصدد، أهمية الزيارات الملكية إلى إفريقيا، التي تؤكد، برأيه، التزام المغرب بتطوير التعاون جنوب-جنوب، معربا عن أمله في أن يقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بزيارة جديدة للنيجر، بالنظر إلى التاريخ الطويل الذي يجمع البلدان.
وقال مسؤول التحرير بوكالة أنباء النيجر إن "المغرب بلد كبير يتعين عليه تأكيد ريادته في القارة الإفريقية وتعزيز هذا التعاون جنوب-جنوب".
بدوره، أعرب العضو الآخر ضمن وفد "الفابا" بمؤتمر "كوب 22"، الصحفي حاج بينتو كاشالا كاصر، من وكالة الأنباء والنشر التشادية، عن شكره للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، على المبادرة التي سمحت له بالقدوم إلى المغرب بتغطية قمة المناخ، التي تكتسي، في نظره، أهمية خاصة، لاسيما بالنسبة لبلاده التي صادقت مؤخرا على اتفاقية باريس.
وقال إن المغرب والتشاد يجمعهما تعاون جيد ينبغي أن يتعزز أكثر في مجال مكافحة آثار الاحتباس الحراري، مبرزا أن التشاد، كأحد بلدان الساحل، تعاني بشكل خاص من هذه الظاهرة وتحتاج لدعم المملكة، خصوصا في المجال الفلاحي، الذي يبقى قطاعا هشا.
من جانبه، أعرب السيد إسحاق مكانغا، رئيس تحرير بوكالة الأنباء الغابونية، عن سعادته بالتواجد ضمن وفد الفابا في مراكش لتغطية هذا الحدث الكبير، الذي يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لمستقبل العالم.
وأكد الصحافي الغابوني أن اختيار المملكة، بالنظر إلى الجهود التي تبذلها في مجال التنمية المستدامة، كان صائبا من أجل "تمثيل قارتنا كبلد رائد في قطاع الطاقات المتجددة".
كما أشاد بتميز العلاقات المغربية- الغابونية، مبرزا أن الزيارات الملكية الأخيرة لبلاده عززت هذا التعاون بشكل أكبر بفضل توقيع اتفاقيات هامة للشراكة في مختلف المجالات، مثل الأسمدة والإسمنت والعقار.
وبخصوص عودة المملكة إلى كنف الاتحاد الإفريقي، اعتبر الصحافي انه من الطبيعي أن يستعيد المغرب مكانه داخل الأسرة المؤسساتية الإفريقية.
يذكر أن الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، التي تضم حاليا عشرين وكالة أنباء إفريقية، تشكل أرضية مهنية للنهوض بتبادل التجارب والمعلومات والمنتجات متعددة الوسائط.
وتعمل الفدرالية على تشجيع تبادل الآراء والتفكير في مستقبل وكالات الأنباء والدور الذي تضطلع به في القرن ال21 في تنوعها وخصوصياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة التي تطبع المشهد الإعلامي في سياق العولمة وتعددية الوسائط.
وحددت الفدرالية، التي تأسست في 14 أكتوبر 2014، هدفا لها يتمثل في إرساء شراكة استراتيجية وتطوير العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء. كما تبتغي المساهمة في تعزيز حرية تدفق المعلومات وتوطيد التعاون والتنسيق على مستوى المنتديات الجهوية والدولية.