قالت المحللة المتخصصة في القضايا الإفريقية، ليزل لو فودغان، إن الجولة الملكية بشرق إفريقيا، التي تعتبر الأولى من نوعها بهذا الجزء من القارة، تأتي لتؤكد وضع المغرب كدولة وازنة في الهيكلة الجديدة الصاعدة في إفريقيا. وأوضحت فودغان، المستشارة أيضا لدى معهد الدراسات الأمنية ببريتوريا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء- بريتوريا، أن الأمر يتعلق بريادة يقوم المغرب ببنائها بفضل قاعدة اقتصادية قوية استطاعت المملكة إرساءها خلال السنوات الأخيرة.
وحسب المحللة الجنوب إفريقية، أثارت الجولة الملكية زخما تفاؤليا تعزز باتفاقيات التعاون المتعددة التي تم توقيعها مع البلدان التي زارها جلالة الملك.
وسجلت أن "المغرب يعد أحد العمالقة الاقتصاديين في إفريقيا"، مؤكدة أن الإنجازات الاقتصادية التي ما فتئت تحققها المملكة، في الوقت الذي تعاني فيه عدة بلدان بالقارة من تباطؤ اقتصادي مقلق، تعزز موقعها الجديد. وأضافت أن الأسس الاقتصادية المتينة للمغرب تمكنه من المضي في هذا الأفق الإفريقي بثقة، مشيرة إلى أن المغرب مضى في طريق بناء علاقات قوية وشراكات مثمرة في جميع أنحاء القارة.
هذا البعد الإفريقي للمغرب ليس ثمرة مستوى التنمية الذي بلغته المملكة فحسب، فهو نتاج لرؤية جلالة الملك الذي انكب منذ اعتلائه العرش على وضع استراتيجية للتنمية المشتركة مع الشركاء الأفارقة على أساس مقاربة تضامنية تجعل رفاهية وازدهار الإنسان الإفريقي في صلب أولوياتها.
واعتبرت أن "هذه السياسة كانت ناجعة بشكل كبير في إفريقيا الفرنكوفونية، المنطقة التي تربطها بالمغرب روابط تاريخية واقتصادية وسياسية ودينية قوية".
وأضافت أن النجاحات التي تحققت في هذه المنطقة، حيث تجسد البعد التضامني والإنساني للشراكة المقترحة من قبل المغرب، تدعم المملكة في تطلعها إلى المرور إلى وتيرة أسرع في تفعيل استراتيجيتها الإفريقية، من خلال نشرها في بلدان أخرى بشرق إفريقيا.
وبدورها، تفاعلت وسائل الإعلام وكذا معلقو المنطقة مع التقدير الذي يحظى به هذا النموذج للإقلاع التضامني المشترك والشراكة المربحة للطرفين التي اقترحها المغرب على بلدان شرق إفريقيا الصديقة.
وكتبت الصحيفة الرواندية (ذو نيو تايمز) أن جولة جلالة الملك للمنطقة جاءت لتعطي دفعة قوية للتعاون جنوب- جنوب، مذكرة بالاتفاقيات العديدة التي تم توقيعها بمناسبة الزيارة الملكية.
وأكد كاتب افتتاحية الصحيفة أن هذه الاتفاقيات التي تغطي مجالات الفلاحة والطاقات المتجددة مرورا بالسكن والبيئة والصحة والسياحة، تعد السبيل الأمثل للنهوض بالتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن زيارة جلالة الملك محمد السادس لشرق إفريقيا جاءت لتفعيل جوهر التعاون جنوب- جنوب، كما يتصوره جلالة الملك، تعاون استراتيجي في بلورته ونبيل في تفعيله. واعتبر أنه "بهذه الروح ينبغي أن يتطرق القادة الأفارقة إلى قضايا الاندماج الإقليمي والنهوض بالتجارة البينية"، مؤكدا أن إفريقيا في حاجة إلى هذا التعاون.
وأوضحت الصحيفة أن " تحديات عصرنا تسائل الأمم التي يتعين عليها إلغاء الحدود التي تحصرها في عزلة للتمكن من جني ثمار التعاون وتكاثف الجهود".