رغم المتابعة القضائية التي تطال جواد غسال، صاحب موقع "الرأي" التابع عمليا لمجموعة الكتائب الضاربة لحزب العدالة والتنمية، ورغم طرده من ديوان وزير العدل والحريات، مازال هذا الشخص مصرا على نشر الأخبار المختلقة والكاذبة مدّعيا أن له مصادرا من داخل القصر الملكي ينسب لها هذه الترهات التي يكتبها بمنبره، والتي يريد من خلالها زعزعة الرأي العام والتشكيك في مصداقية المؤسسة الملكية وحيادها. وفي هذا الإطار، نشر موقع الرأي، أمس الجمعة، "مادة تحليلية" من بنات أفكار صاحبها، يدعي فيها بأن "القصر متخوف من مشاركة الكتلة في الحكومة"، كذا !، لكن الأغرب أن "المادة التحليلية" هاته لم تلبث في الموقع سوى دقائق ليتم حذفها من واجهة الموقع ومن "السيرفر" كذلك، وهو ما يعني أن تعليمات صارمة من أولياء نعمة جواد غسال وجهت له لكي يحذف ما كتب. وهي الطريقة المبتكرة التي اكتشفتها كتائب العدالة والتنمية، بأن تنشر أخبار خطيرة وتحذفها بعدما تكون قد وصلت الى من يهمهم الأمر...
وتكشف هذه الواقعة، وغيرها كثير، بأن جواد غسال مازال يتلقى التعليمات من مسيري كتائب العدالة والتنمية، ومازال يؤتمر بأوامرها ويشتغل لصالحها مقابل أموال الزكاة، رغم ما قيل عن غضب عبد الاله بنكيران عليه وعلى سائر الكتائب..
المقال الذي يتهم القصر الملكي بأنه يعمل لعرقلة كل تقارب لأحزاب الكتلة مع العدالة والتنمية خطير للغاية ويحمل معطيات ومعلومات، إدعى كاتب المقال أن له مصادر من داخل القصر هي التي أمدته بها..وهي كذبة أخرى من سلسلة الإشاعات التي ينشرها جواد الغسال المتابع في قضية نشر أخبار زائفة صدر بخصوصها بلاغ من الديوان الملكي..
إن ما ينشر في موقع الراي، من اخبار زائفة وكاذبة مغلفة بأقنعة توحي بمصداقيتها ومهنيتها، يستلزم النظر بشكل جدي في الإستراتيجية الخطيرة التي يسير عليها هذا الموقع الذي أصبح القصر الملكي بالنسبة له مصدر معلومات ووكالة تزوده بالأخبار والأسرار دون غيره، إذ أن مقالات هذا الموقع كلها تؤسس حول القصر الملكي، وهو ما يعني أن الواقفين وراء الغسال وكتيبته لم يستوعبوا الدرس جيدّا ولاتزال ممارستهم للسياسة مجرد وسيلة للوصول إلى أهداف أخرى تشكل خطورة كبيرة على المغرب وعلى استقراره وأمنه..