شعب بريس – متابعة حذرت مصادر مطلعة من تزايد نفوذ مافيات الأسلحة النارية بمدينة سبتةالمحتلة في الآونة الأخيرة، سيما بعد تعدد حالات تهريب الأسلحة إلى المغرب، ولجوء بعض أفرادها إلى استعمالها في عمليات التهريب وتصفية الحسابات، وهذه المافيات تؤمن قوافل الحشيش وتتكفل بتنفيذ عمليات وتكري مسدسات متطورة ب 500 أورو.
وأوضحت المصادر نفسها أن ما يثير مخاوف المغرب بخصوص وجود مافيات التهريب بسبتة أن معظمها اختار، أخيرا، تغيير أنشطته من الاتجار في المخدرات إلى تجارة الأسلحة النارية، نظرا لعائداتها المالية الكبيرة، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن تقارير إسبانية تحدثت عن نفوذ مافيا مختصة في كراء الأسلحة النارية لمهربي وتجار المخدرات، سواء لاستعمالها في الحماية الشخصية أو ضمان أمن قوافل نقل الحشيش والكوكايين في رحلتها من شمال المغرب إلى الجنوب الاسباني على متن الزوارق السريعة أو لتنفيذ عمليات تصفية للمنافسين.
وذكرت المصادر ذاتها أن نفوذ مافيات الأسلحة النارية أصبح يقلق المغرب وإسبانيا، إذ انتشرت تجارة كراء مختلف أنواع الأسلحة بشكل لافت، ومنها الأسلحة الأوتوماتيكية ومسدسات متطورة إسبانية الصنع بمبالغ مالية تصل أحيانا إلى 500 أورو للقطعة الواحدة، في حين اختارت مافيات أخرى التكفل شخصيا بتنفيذ بعض المهام، سواء بإسبانيا أو المغرب، كما حدث بالنسبة إلى جزائريين سبق اعتقال أحدهما بالفندق واعترف بأنه مكلف بقتل بارون مخدرات مغربي.
وفي السياق نفسه، قدرت المصادر نفسها عدد المغاربة المبحوث عنهم، الذين فضلوا الاستقرار بسبتةالمحتلة هربا من الإيقاف، بما يفوق 450 مبحوثا عنه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات والهجرة غير الشرعية وقضايا لها علاقة بالأسلحة النارية، مشيرة إلى أن الفارين من العدالة المغربية أثرياء يستقرون بفيلات راقية بالمدينةالمحتلة وأحياء معينة، خاصة حي «برينسيبي»، بوسط المدينة، الذي وصفته المصادر نفسها بأشهر الأحياء الذي يثير مخاوف المصالح الأمنية الاسبانية، إذ يختبئ فيه أشهر الهاربين من القانون، ومنهم بارونات شبكات تهريب المخدرات والاتجار في البشر والأسلحة النارية.
وأفادت المصادر أن عدد المبحوث عنهم في قضايا تهريب المخدرات وحدها يصل إلى 340 متهما يشتبه في وجود علاقة لهم بملفات الكوكايين والحشيش، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن نسبة كبيرة منهم تحمل الجنسية المزدوجة. كما أن أغلبهم من سكان المناطق الشمالية للمملكة، علما أن المصالح الأمنية المغربية وجهت، أخيرا، ما مجموعه 30 مذكرة بحث إلى المصالح الأمنية الإسبانية عن طريق الأنتربول، واكتفت، أحيانا، بتوجيه مذكرات البحث بخصوص بعض المطلوبين عن طريق ضابط الاتصال الإسباني بالمغرب في إطار التعاون الأمني بين البلدين، مشيرة، إلى أن المغرب مازال ينتظر تنفيذ اتفاقيات تسليم المتهمين.