شعب بريس- متابعة لازالت قضية إحداث مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، تثير الكثير من ردود الفعل من لدن الرياضيين والمهتمين بشؤون الرياضة في بلادنا. ويواجه منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، سيلا من الانتقادات، همت بالأساس توقيت وطريقة تحضير الجمع العام التأسيسي، وكذا عدم استدعاء الكثير من الأبطال، المشهود لهم بعطاءاتهم الرياضية، لهذا التأسيس وتهميش البعض الآخر أثناء تكوين أجهزة المؤسسة، واختيار بعض الأسماء التي ليس لها علاقة بالرياضة لتحمل المسؤولية داخل المكتب التنفيذي. وقال المنتقدون على أن إقصاء عدد من الأسماء التي رفعت الرياضة المغربية في كثير من المحافل الدولية كان متعمدا، وأن غياب عويطة ونوال المتوكل ومصطفى النجاري وبادو الزاكي الحارس الدولي السابق وعدد من الأسماء التي صنعت تألق الرياضة المغربية خلال الثلاثين سنة الماضية يثير كثيرا من التساؤلات. وفي مقابل ذلك سجل حضور ملفت للانتباه لمنطق الانتماء الذي كان حاضرا في تركيبة المكتب التنفيذي من خلال اختيار أسماء قريبة من منصف بلخياط أو من بن عمه، فيما تم إقصاء أسماء أخرى. ويعاب على الوزير توجيهه للمؤسسة في الاتجاه الذي يخدم مصالحه ومصالح عدد من المقربين منه من بينهم بن عمه سعيد بلخياط الذي يتحمل مسؤولية المدير العام للمؤسسة، مع أن حضوره على مستوى الرياضة الوطنية كان باهتا وساهم بشكل كبير في تراجع حضور المغاربة في الاتحادات القارية والإقليمية. وتشير بعض المصادر إلى أن وزير الشباب والرياضة فرض نفسه بالقوة رئيسا وهو ما خلف حالة من التذمر وسط عدد من الرياضيين الذين تم تهميشهم من المساهمة في تدبير شؤون هذه المؤسسة ذات التوجه الإنساني والاعتباري، مشيرة إلى أن بلخياط بات لديه شغف كبير برئاسة مجموعة من المؤسسات من قبيل المرصد العربي للشباب، مضيفة أن أيام بلخياط داخل وزارة الشباب والرياضة باتت معدودة، لذلك فهو يحاول تثبيت أقدامه من خلال جمعيات ومؤسسات موازية. وتساءلت المصادر عن السر وراء إقحام أسماء محسوبة على الوزير مثل خليل بنعبد الله مدير شركة صونارجيس لتدبير الملاعب الرياضية، وكمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، والذي كان له دور سلبي داخل جامعة رفع الأثقال التي فقدت على عهده ما تبقى من إشعاعها.
وأفادت بعض المصادر أن وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط ضغط من أجل اختياره رئيسا لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، وهو ما جعل هشام الكروج ونزهة بدوان يتبادلان نظرات الاستغراب، قبل أن يمن عليهم بمقاعد في المكتب التنفيذي. وتكمن مهمة المؤسسة في المقام الأول في تأمين حياة كريمة وشريفة للرياضيين المغاربة وذلك بتقديم المساعدة الاجتماعية الضرورية للمستفيدين وذوي حقوقهم من حيث التغطية الصحية والتقاعد. وتتوخى المؤسسة من خلال تثمينها عطاءات هؤلاء الأبطال وإنجازاتهم أن تكون فضاء للاعتراف والاحتفاء وتخليد ذاكرة رجال ونساء أعطوا وأجزلوا العطاء من أجل رفع العلم الوطني خفاقا وتكريس مكانة المغرب في حظيرة المجتمع الدولي والذين أصبحوا قدوة للأجيال القادمة. للإشارة فإن المستفيدين من مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين سيكونون بالأساس من نجوم الرياضة الذين ما يزالون يمارسون نشاطهم أو الذين أنهوا مشوارهم الرياضي والذين مثلوا المغرب خير تمثيل في التظاهرات الدولية، والرياضيين المغاربة الذي لهم مسار رياضي متميز وكذا الفاعلين في عالم الرياضة الذين عملوا على تحسين مردودية الرياضيين المغاربة ومد إشعاع الرياضة الوطنية. كما أن موارد المؤسسة التي تعتبر ذات منفعة عامة ستتأتي من قطاعات عمومية وخاصة لتمويل برنامج عملها. يذكر أنه تم يوم الأربعاء 17 غشت 2011 عقد الجمع العام التأسيسي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين حيث تم بالإجماع انتخاب أعضاء المجلس الإداري الذي عين بدوره بالإجماع أعضاء المكتب التنفيذي الذي يتشكل من منصف بلخياط (رئيسا) وهشام الكروج ( نائب أول للرئيس) وحميد الهزاز ( نائب ثاني للرئيس) ونوفل العرابي (كاتب عام) ونزهة بيدوان (مستشارة وناطقة باسم المؤسسة) وكمال لحلو (مستشار) وعبد العزيز بودربالة (مستشار) وصلاح الدين بصير (مستشار).