أفادت مصادر متطابقة أن وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط ضغط من أجل اختياره رئيسا لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين التي أعلن عن إحداثها أول أمس الخميس، بتعليمات ملكية لتخليد ذاكرتهم وإنجازاتهم، وقالت المصادر إن بلخياط عمل على توجيه سفينة المؤسسة في الإتجاه الذي يخدم مصالحه ومصالح عدد من المقربين منه من بينهم بن عمه سعيد بلخياط الذي سيتحمل مسؤولية المدير العام للمؤسسة، مع أن حضور سعيد بلخياط على مستوى الرياضة الوطنية كان باهتا وساهم بشكل كبير في تراجع حضور المغاربة في الاتحادات القارية والإقليمية. وأشارت المصادر إلى أن وزير الشباب والرياضة فرض نفسه بالقوة رئيسا وهو ما خلف حالة من التذمر وسط عدد من الرياضيين الذين تم تهميشهم من المساهمة في تدبير شؤون هذه المؤسسة ذات التوجه الإنساني والاعتباري، مشيرة إلى أن بلخياط بات لديه شغف كبير برئاسة مجموعة من المؤسسات من قبيل المرصد العربي للشباب، مضيفة أن أيام بلخياط داخل وزارة الشباب والرياضة باتت معدودة، لذلك فهو يحاول تثبيت أقدامه من خلال جمعيات ومؤسسات موازية. وتكمن مهمة المؤسسة في المقام الأول في تأمين حياة كريمة وشريفة للرياضيين المغاربة وذلك بتقديم المساعدة الاجتماعية الضرورية للمستفيدين وذوي حقوقهم من حيث التغطية الصحية والتقاعد. وتتوخى المؤسسة من خلال تثمينها عطاءات هؤلاء الأبطال وإنجازاتهم أن تكون فضاء للاعتراف والاحتفاء وتخليد ذاكرة رجال ونساء أعطوا وأجزلوا العطاء من أجل رفع العلم الوطني خفاقا وتكريس مكانة المغرب في حظيرة المجتمع الدولي والذين أصبحوا قدوة للأجيال القادمة. وأوضحت المصادر ذاتها أن بلخياط يسعى إلى إحداث قاعدة خلفية يستطيع التحرك من خلالها، وذلك من خلال فرض وصايته على جمعية ذات توجه إنساني، مشيرة إلى أن المؤسسة كان يجب أن يدبر شؤونها الرياضيون أنفسهم وليس فرض أسماء لم يسبق لها أن قدمت أي شيء، وتساءلت المصادر عن السر وراء إقحام أسماء محسوبة على الوزير مثل خليل بنعبد الله مدير شركة صونارجيس لتدبير الملاعب الرياضية، وكمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، والذي كان له دور سلبي داخل جامعة رفع الأثقال التي فقدت على عهده ما تبقى من إشعاعها، مشددة على أن بلخياط الذي فشل في تدبير كثير من الأسماء يسعى إلى تلميع صورته قبل أسابيع من مغادرة الوزارة. وأضافت المصادر أن إقصاء عدد من الأسماء التي رفعت الرياضة المغربية في كثير من المحافل الدولية كان متعمدا، وقال إن غياب عويطة ونوال المتوكل والدراج مصطفى النجاري وبادو الزاكي الحارس الدولي السابق وعدد من الأسماء التي صنعت تألق الرياضة المغربية خلال الثلاثين سنة الماضية يثير كثيرا من التسؤلات، موضحة أن الإنتماء كان حاضرا في تركيبة المكتب التنفيذي من خلال اختيار أسماء قريبة من منصف بلخياط أو من بن عمه، فيما تم إقصاء أسماء أخرى. للإشارة فإن المستفيدين من مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين سيكونون بالأساس من نجوم الرياضة الذين ما يزالون يمارسون نشاطهم أو الذين أنهوا مشوارهم الرياضي والذين مثلوا المغرب خير تمثيل في التظاهرات الدولية، والرياضيين المغاربة الذي لهم مسار رياضي متميز وكذا الفاعلين في عالم الرياضة الذين عملوا على تحسين مردودية الرياضيين المغاربة ومد إشعاع الرياضة الوطنية. كما أن موارد المؤسسة التي تعتبر ذات منفعة عامة ستتأتى من قطاعات عمومية وخاصة لتمويل برنامج عملها. يذكر أنه تم يوم الأربعاء الماضي عقد الجمع العام التأسيسي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين حيث تم بالإجماع انتخاب أعضاء المجلس الإداري الذي عين بدوره بالإجماع أعضاء المكتب التنفيذي الذي يتشكل من منصف بلخياط (رئيسا) وهشام الكروج ( نائب أول للرئيس) وحميد الهزاز ( نائب ثاني للرئيس) ونوفل العرابي (كاتب عام) ونزهة بيدوان (مستشارة وناطقة باسم المؤسسة) وكمال لحلو (مستشار) وعبد العزيز بودربالة (مستشار) وصلاح الدين بصير (مستشار).