أحالت مصالح الشرطة القضائية بتكوين، ضواحي أكادير، على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالمدينة، الاثنين الماضي، شقيقين في عقدهما الثاني متابعين من أجل جريمة قتل. وحسب مصادرنا، فإن وقائع الجريمة تعود للثاني والعشرين من نونبر، بعدما توصلت مصالح الأمن بتكوين، بوجود جثة شاب ملقاة في الشارع العام تزامنا مع إقامة احتفالات "بوجلود" التي تعد تقليدا سنويا بمناسبة عيد الأضحى.
وأضافت المصادر نفسها أن مصالح الأمن المذكورة انتقلت إلى عين المكان، اعتمادا على المعلومات المتوصل بها، إذ عاينت جثة الضحية، الذي أصيب بنزيف حاد جراء تعرضه لطعنات خطيرة في الفخذ والخد، ليجري نقله إلى المستشفى من أجل تلقي الإسعافات الأولية، لكنه فارق الحياة داخل سيارة الإسعاف متأثرا بجروحه.
وأوضح المصدر ذاته، أنه بعد نقل الجثة فتحت مصالح الأمن بحثا أوليا من خلال الاستماع إلى الشهود، توصلت من خلاله إلى المتهم بارتكاب جريمة القتل، الذي كان رفقة شقيقه، ليجري اعتقالهما ووضعهما تحت الحراسة النظرية، ليفتح تحقيق معهما، اعترفا خلاله بأنهما أقدما على قتل الضحية انتقاما منه وتصفية للحسابات.
وصرح المتهم الأول في القضية، خلال الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية، أنه تجمعه علاقة قديمة بالضحية، لكن هذه العلاقة عرفت حالة من التوتر أخيرا، بسبب خلافات مادية، لتتحول الصداقة إلى صراع كان ينتهي دائما بتدخل الأصدقاء، ومصالح الأمن.
كما اعترف المتهم أنه قرر، بالتنسيق مع شقيقه، الانتقام من الضحية، إذ كانا يتعقبانه ويحاولا الدخول معه في عراك، لكن الضحية كان يتجاهلهما ما أجج رغبتهما في الثأر منه، خصوصا بعدما هددهما بتبليغ الشرطة إذا ما اعترضا طريقه.
وأكد المتهم الأول في اعترافاته التلقائية أمام مصالح الأمن، أنه بعد تفكير طويل قررا اغتنام فرصة إقامة الحفل السنوي "بوجلود" واستغلال حالة الاكتظاظ، التي يكون عليها المهرجان، فتعقبا يوم الحادث الضحية الذي كان منشغلا بأجواء الاحتفالات ليداهمانه، وتكون الشرارة الأولى مشاداة كلامية انتهت بتوجيه طعنة قاتلة بواسطة السلاح الأبيض في الفخذ والخد للضحية، وأمام هول ما ارتكبت يداه حاول الفرار، لكن تدخل متابعي الحفل حال دون ذلك.
للإشارة فاحتفالات "بوجلود" التي تعقب عيد الأضحى، وهي تراث شعبي أصيل ينظمه عدد من الفعاليات بالمنطقة، تعرف في كل سنة عددا من الحوادث والاعتداءات، تنتهي في معظم الأحيان بتدخل عناصر الأمن.