يبلغ سباق استضافة كأسي العالم 2018 و2022 خط النهاية الخميس 2-12-2010 في زيوريخ، عندما يدلي 22 عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم بأصواتهم من أجل اختيار الملفين الفائزين بشرف احتضان أكبر تظاهرة كروية. وشهد اليومان الأخيران سباقاً عكس عقارب الساعة من قبل مسؤولي مختلف الملفات المرشحة وهي أربعة تتعلق بنسخة عام 2018 (إنكلترا وروسيا وملف مشترك لإسبانيا والبرتغال وآخر لهولندا وجارتها بلجيكا). في المقابل تتنافس 5 دول على شرف استضافة مونديال 2022، هي الولاياتالمتحدة وأربع من آسيا، هي قطر وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وسيعلن رئيس "الفيفا" اسمي الفائزين حوالي الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش على أن يفصل بين الإعلانين حوالي 10 دقائق. وقد ألقت الرشوة بظلالها على سباق الاستضافة، خصوصاً في الشهرين الأخيرين، بعد معلومات أوردتها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية التي زعمت من خلال شريط فيديو أن النيجيري أموس أدامو، أحد أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، طلب مبلغ 800 ألف دولار (570 ألف يورو) للتصويت لأحد البلدان المرشحة، وصورت لقاءه مع صحافيين "سريين" قدموا أنفسهم وسطاء للتسويق لملف الولاياتالمتحدة في مونديال 2018، مقابل مبلغ من المال لمشروع خاص. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن رئيس الاتحاد الأوقياني ونائب رئيس "الفيفا" الهايتي رينالد تيماريي يريد 2.3 مليون دولار (106 مليون يورو) لمشروع أكاديمية رياضية في أوكلاند، كاشفة تباهيه أيضاً أنه تلقى عرضين من ممثلي ملفين آخرين للحصول على صوته. وإثر هذه المعلومات والحرج الذي أصاب "الفيفا"، فتح الأخير تحقيقاً في 18أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي بحق العضوين، وطلب من لجنة الأخلاق القيام بتحقيق معمق ومستقل في هذا الصدد، وبعد ثلاثة أيام قرر إيقاف العضوين مؤقتاً قبل الاستماع إليهما. وفي منتصف الشهر الماضي وبعد الاستماع إلى دفاع عضوي اللجنة التنفيذية، أوقفت لجنة الأخلاق في "الفيفا" أدامو لمدة 3 أعوام مع تغريمه 10 آلاف فرنك سويسري (7400 يورو)، فيما أوقف تيماري لمدة عام واحد مع غرامة بقيمة 5 آلاف فرنك سويسري. وتشوهت صورة الفيفا أكثر وأكثر، عندما كشف شريط لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الإثنين الماضي تلقي 3 أعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي أموالاً في إطار فضائح رشوة أيضاً. وحصلت الإذاعة على وثائق حصرية بخصوص مبالغ دفعها "إنترناشيونال سبورتس آند ليجر" (آي أس أل) وهي مؤسسة تسويقية حصلت على الحقوق الحصرية لكؤوس عالم عدة قبل إبعادها عام 2001. وتتعلق هذه الوثائق الداخلية لهذه المؤسسة ب175 دفعة غير قانونية في الفترة بين 1989 و1999 بقيمة 100 مليون دولار. وبحسب مجلة بانوراما ل"بي بي سي" فإن هذه الدفعات كانت بهدف رشوة مسؤولين كبار في الاتحاد الدولي. وأشار المصدر إلى دفعات لشركة "سانود" لصالح ريكاردو تيكسييرا عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. وكان تحقيق لمجلس الشيوخ البرازيلي عام 2001 أكد ان تكسييرا تسلم أموالاً من شركة "سانود". واتهم الشريط أيضاً رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو، حيث تسلم 100 ألف فرنك عام 1995، ونيكولا ليوز رئيس الاتحاد الأمريكي الجنوبي بتسلمه ما مجموعه 730 ألف دولار من "آي أس أل". صراع حامي الوطيس ويبدو الصراع قوياً على احتضان نسختي المونديال، وإذا كانت الدلائل أشارت في الأيام الأخيرة إلى إمكانية أن ينحصر الصراع في الدور النهائي لكأس العالم 2018 بين الملف الإسباني-البرتغالي المشترك، وروسيا، فإن الساعات الأخيرة شهدت تطورات داراماتيكية كان أبرزها قرار رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين عدم المجيء إلى زيوريخ لدعم ملف بلاده، معتبراً بأنه لا يريد الضغط على أعضاء اللجنة التنفيذية. وقد اعتبرت الصحف الروسية الصادرة اليوم الخميس أن قرار بوتين بعدم التوجه إلى سويسرا يعتبر بمثابة مؤشر إلى تراجع أسهم الملف الروسي. في المقابل، سجل الملف الإنكليزي نقاطاً في الساعات الأخيرة بعد حملة قوية يقودها الثلاثي الأمير وليام ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون والنجم ديفيد بيكهام الذين بذلوا جهوداً مضاعفة لضمان أكبر عدد من الأصوات لبلوغ الدور الحاسم. أما في ما يتعلق بنسخة مونديال 2022، فإن دولة قطر ستتصدى لأكبر تحدٍ رياضي لها لكي تصبح أول دولة عربية تنال شرف الاستضافة ولتجلب الكأس العالمية للمرة الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط. ويهدف المسؤولون القطريون أن يكون ملفهم بداية مفهوم جديد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بما يتناسب مع رغبات عشاق الكرة المستديرة والمتطلبات البيئية واحتياجات المنتخبات المتأهلة إلى العرس العالمي، وهذا ما أكده المدير التنفيذي لملف قطر حسن الذوادي بقوله لوكالة الأنباء الفرنسية "نتطلع إلى أن يشكل المفهوم الجديد حجر الزاوية الذي من المفترض أن ترتكز عليه الرياضة في منطقة الشرق الأوسط على اعتبار أن ملف قطر 2022 سيحاول استقدام أكبر بطولة كروية عالمية إلى منطقة مفعمة بالمواهب الرياضية وعشق كرة القدم". واعتبرت الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر أن الوقت قد حان لمنطقة الشرق الأوسط كي تنال شرف استضافة كأس العالم في كرة القدم من خلال ملف قطر 2022. وتوجهت الشيخة موزة بكلامها خلال تقديم العرض الخاص والنهائي بملف بلادها أمس الأربعاء، إلى أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي (فيفا)، حيث ألقت الضوء على الجوانب الإنسانية للملف إضافة إلى التأثيرات الإيجابية التي يمكن أن يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الأوسط على كافة المستويات. وبدأت الشيخة موزة العرض بالسؤال "متى بالنسبة لكم سيأتي الوقت لكي ينظم الشرق الأوسط كأس العالم؟". وأضافت "عام 1930 منح الفيفا شرف التنظيم لأمريكا اللاتينية للمرة الأولى، ثم جاء دور أمريكا الشمالية من خلال استضافة الولاياتالمتحدة نسخة عام 1994 للمرة الأولى، ثم فوضتم إلى آسيا فرصة إقامة كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وجاء أخيراً دور القارة الإفريقية من خلال إقامة النسحة الأخيرة في جنوب إفريقيا". وأوضحت "لقد نجح فيفا في تغيير مجرى التاريخ وكانت كرة القدم وسيلة لتحقيق هذا الأمر". وتابعت "في حال منحتم ثقتكم لقطر، ستبعثون برسالة هامة إلى هذه المنطقة المهووسة بكرة القدم وسنشعر بعد 92 عاماً من انطلاق كأس العالم، بأننا أصبحنا جزءاً معترفاً به من هذا العالم". وختمت بالعودة إلى سؤالها الأول "متى سيأتي الوقت المناسب لتنظيم كأس العالم في الشرق الأوسط؟. لقد حان الوقت الآن، هذه هي اللحظة".