أعلن أمس في العاصمة المويتانية انواكشوط، المستضيفة للقمة العربية خلال يومي 25 و26 يوليوز الجاري، أن الملك السعودي وأمير الإمارات والبحرين قد يتغيبوا عن القمة العربية لعدة أسباب.. المثير في أمر هذا الخبر، الذي أورده موقع "اخبار الوطن" الموريتاني، هو تأويله لهذا الغياب بضغوط قد يكون المغرب قد مارسها على العاهل السعودي وأمير كل من الامارات والبحرين..
ومن أغرب الاسباب الاخرى التي تحدثت عنها الصحيفة، استنادا إلى مصادرها، قولها أن الأمطار التي غمرت العاصمة نواكشوط والتي قد تتسبب في انتشار بعض الأمراض الخريفية المعدية هي سبب امتناع هؤلاء الزعماء العرب عن المجيء إلى عاصمة اقليم شنقيط، فيما قال مصدر آخر أن التقارير الطبية قد تكون من أسباب تغيب الملوك وأمراء بعض الدول نتيجة حرصهم على أرواحهم !!
ولم تجد الجريدة من قفشات تؤثت بها خبرها الغريب هذا سوى الادعاء بان بعض المدونين والمهتمين بالقضايا العربية استغربوا، حسب قولها، من "ملوك وأمراء ينتظر منهم تحرير فلسطين يخافون من الذباب وباعوض الخريف"، قبل ان تضيف بالقول "صدق من قال أن العرب اتفقت أن لا تتفق وصدق من قال أن قمم العرب عبارة عن مظاهر كرنفالية ..ولا فائدة منها ولا يمكن الإعتماد عليها.."
ولم تنس الجريدة الالكتروني الاعتزاز والتنويه بالامن الذي ينعم به اقليم شنقيط، الذي كان المغرب إلى حدود بداية الستينيات من القرن الماضي يطالب باسترجاعه إلى ارض الوطن قبل ان تتكالب عليه القوى الاستعمارية وبعض المهرولين إلى الزعامة والمصالح الشخصية من ابناء اقليم شنقيط..
وبهذا الصدد، قالت الجريدة، أن "أحد المهتمين بالقضايا الأمنية أن موريتانيا دولة أمنة وأستطاعت أن تتحمل مسؤولية تأمين القمة العربية في الظرفية التي تعيشها الدول العربية وأستفرت جميع قواتها لذالك لكنها لاتسطيع تأمين أراضها من الأمطار ولا من قضاء الله !!" قبل ان تختم بالقول "المهم ان الدولة الموريتانية جاهزة لتأمين القمة العربية حضر من حضر وغاب من غاب ".
الذي نسيه محررو القصاصة هو ان المغرب لا يضغط على أحد ولا يتدخل في الشؤون الداخلية لاحد ولا يتبع لاحد، كما هو الشأن بالنسبة لزعماء اقليم شنقيط، بل اكثر من ذلك فقد تناست الجريدة، ولو انها اشارت إلى ذلك، أن " قمم العرب عبارة عن مظاهر كرنفالية ..ولا فائدة منها ولا يمكن الإعتماد عليها.."، وهو ما انتبه إليه المغرب عندما قرر التنازل لاقليم شنقيط على تنظيم هذه الدورة لانها لن تجدي في شيء وبالتالي فإن المغرب لا يريد ان يخدع احدا او يكذب على أحد فاختار الواقعية والصراحة التي لا يقبلها العرب..