نشر نشطاء جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة يظهر فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في وضع صحي متدهور، وأمامه ميكروفون وضعه المسؤولون ليتمكن ضيوف الرئيس من سماع صوته الخافت المتقطع.. وقال النشطاء إن هذه الصورة هي أحدث ما التُقِط للرئيس، وذلك أثناء استقباله للرئيس الايفواري يوم الثلاثاء 03 ماي 2016..
وعلق النشطاء على الصورة بالقول "بعد السماعة والميكروفون على الأذن والخد بشكل خفي لا يظهر، أصبح الآن الميكروفون طاي طاي "، وذلك في إشارة إلى إقدام المسؤولين على وضع الميكروفون مباشرة امام فخامة الرئيس بعد ان اصبح متعذرا سماع صوته رغم عمليات "الكاموفلاج" التي يقوم التقنيون والأخصائيون في الصوت بإجرائها على الرئيس لكي لا يظهر انه يستعمل اكسيسوارات بأذنيه وعلى خده، وذلك في محاولة يائسة لإقناع الرأي العام الوطني والدولي أن بوتفليقة يتمتع بصحة جيدة وان لا حاجة لتفعيل المادة 88 من الدستور(المادة 102 من الدستور المعدل) كما تطالب بذلك المعارضة، وهي المادة التي تنص على أنه "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا. وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع، وبعدها يعلن البرلمان بغرفتيه ثبوت المانع بأغلبية ثلثي الأعضاء، ويكلف رئيس الغرفة البرلمانية الثانية (مجلس الأمة) بتولي رئاسة الدولة لمدة 45 يومًا. وفي حال استمرار المانع بعد انقضاء هذه المدة، يعلن شغور منصب الرئيس بالاستقالة. ثم يتولى رئيس مجلس الأمة رئاسة البلاد مدة 60 يومًا، تنظيم خلالها انتخابات رئاسية.."
بعض النشطاء هاجموا المسؤولين الذين يختفون وراء الرئيس بوتفليقة حيث كتب احدهم يقول إن "الذين يريدون إظهار الرئيس بهذه الصورة، ويطالبون ببقائه، لا يحبونه، بل يدافعون عن مصالحهم الشخصية.." قبل ان يختم بالقول "الله يهديهم..".
يشار أن المسؤولين المتحكمين في زمام الامور بالجزائر، لا يتورعون في استعمال كل الاساليب والخدع السينمائية لإظهار الرئيس في صورة المتمتع بصحة جيدة، ويُجهِدون انفسهم في اختيار زوايا ملائمة لالتقاط صور الرئيس مع الحرص على نقل هذه الصور من طرف وكالة الانباء الرسمية والتلفزيون الرسمي بشكل غير واضح وبعيد من الكاميرات حتى لا ينكشف امرهم وخيوط مسرحياتهم..
وقد أثارت زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مؤخرا، حفيظة النظام الجزائري بعد ان عمد فالس إلى نشر صورة على حسابه الرسمي بتويتر رفقة بوتفليقة في العاصمة الجزائرية، حيث بدا الرئيس الجزائري في وضع صحي لا يحسد عليه وظهر وجهه شاحبًا في صور وكالة الأنباء الفرنسية، فيما لم يظهر وجه الرئيس بشكل واضح في الصور التي نقلتها وكالة الأنباء المحلية، وهو ما تسبب في ازمة بين الجزائروفرنسا..
ولم يظهر الرئيس بوتفليقة، الذي يستعين بكرسي متحرك لأجل التنقل منذ إصابته بجلطة دماغية، على التلفزيون الجزائري بشكل مباشر منذ مدة طويلة، وتعدّ صوره مع فالس هي الأحدث بعد صور نُشرت له العام الماضي عند لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قبل ان ينشر نشطاء جزائريون امس صورة قالوا انها التقطت خلال لقاء مع الرئيس اليفواري يوم الثلاثاء المنصرم. وقد دأب الرئيس على زيارة فرنسا أكثر من مرة للعلاج إلا ان الازمة التي تسببت فيها الصور التي نشرها فالس على حسابه بموقع تويتر جعل المسؤولين يختارون سويسرا كوجهة لعلاج الرئيس بدل مستشفى فال دوغراس العسكري بباريس..