أكدت مجموعة التفكير الأمريكية (دو سانتر فور أمريكن بروغريس) أن "الإنجازات" التي حققها المغرب في مجال الطاقة النظيفة جعلت المملكة "مرجعا" عالميا في مجال مكافحة الاحتباس الحراري. وأبرز المركز الأمريكي، في مقال تحليلي من توقيع كل من بيت أوغدين، وغوين تراسكا، وبين بوفارنيك، أن "المغرب يتميز، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، بجهوده الرامية إلى تنويع قطاع الطاقة، بعيدا عن الوقود الأحفوري"، مشيرا إلى أن المملكة في الطريق نحو التقليص بنسبة 13 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول سنة 2030، وبلوغ 52 بالمئة من الطاقات المتجددة بحلول السنة ذاتها.
ولاحظ أن الطاقات المتجددة تمثل بالفعل ما يقارب 35 بالمئة من القدرة الحالية لتوليد الكهرباء في المغرب، مضيفا أن المملكة أطلقت مؤخرا أول محطة "نور 1" من مشروع الطاقة الشمسية "نور ورزازات"، الذي يعد أكبر مركب من نوعه في العالم.
وأكد كاتبو الدراسة أنه بفضل هذا المشروع الكبير، سيكون بمقدور المغرب، ابتداء من سنة 2018، إنتاج 580 ميغاواط، وهو ما سيمكن من تزويد 1.1 مليون مغربي بالكهرباء، وتقليص انبعاثات الكربون ب760 ألف طن سنويا، مذكرين بأن شركة التدقيق المالي (إيرنست آند يونغ) وصفت المغرب بالبلد "الأكثر جاذبية" بمنطقة (مينا) للاستثمارات في قطاع الطاقات المتجددة.
وبخصوص مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، الذي ستحتضنه مراكش في نونبر المقبل، اعتبر (دو سانتر فور أمريكن بروغريس) أن المغرب له فرصة وضع "نموذج ناجح" بالنسبة للدورات المقبلة، لاسيما وأن هذا المؤتمر سيكون للمبادرات.
وجدد التأكيد على أن "المغرب له فرصة وضع سابقة بناءة بالنسبة للمؤتمرات المقبلة للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ"، مشدد على أن المملكة بإمكانها المساهمة بشكل ملموس في النجاح "المطلق" لاتفاق باريس.