تم مساء أمس الثلاثاء، بمقر البرلمان الأوروبي، ببروكسل، إبراز المقاربة الشمولية التي تم إطلاقها بالأقاليم الجنوبية لفائدة الساكنة المحلية، ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب من أجل التسوية النهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وشكل هذا اللقاء مناسبة لعرض، بإحدى قاعات البرلمان الأوروبي، لشريط وثائقي أنجزه حسن البوحروتي، يتناول موارد الأقاليم الجنوبية، والذي نظم برعاية لويس ميشل، وزير الدولة البلجيكي، والنائب الأوروبي والرئيس المشترك للجمعية البرلمانية لمجموعة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ الاتحاد الأوروبي، حضره عدد من الشخصيات من بينهم نواب أوربيون ودبلوماسيون.
وأكد هنري فيديي، الأستاذ بالمدرسة العليا للتجارة على أهمية المقاربة الشاملة التي اعتمدها المغرب من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية، معربا عن " صدمته " لادعاءات البوليساريو الذين يتحدثون عن " نهب " لثروات المنطقة التي تستفيد منها الساكنة المحلية بشكل كبير.
وأشاد بجهود التنمية التي يقوم بها المغرب في هذه الأقاليم من أجل تثمين مواردها الطبيعية لفائدة الساكنة المحلية، وذلك على الرغم من الإكراهات المرتبطة بشساعة المنطقة.
وأبرز فيديي أهمية الاختيار الذي قام به المغرب في مجال الصيد البحري والمتمثل في إعطاء الأولوية للصيد الساحلي على الصيد الصناعي، بهدف خلق مناصب الشغل لفائدة الساكنة وحماية الثروات البحرية للمنطقة.
كما نوه بالجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في الصحراء في مجال الطاقات المتجددة.
وتوقف النائب الأوروبي جيل بارنيو عند التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية المدعمة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في جميع المجالات منذ استرجاعها سنة 1976، والتي اطلع عليها خلال الزيارات المتعددة التي قام بها لهذه الأقاليم.
وشدد على أن ساكنة الصحراء المغربية يستفيدون من هذه التنمية الملموسة سواء تعلق الأمر بالموارد البحرية أو الفوسفاط أو الطاقات المتجددة، مشيدا بدوره بالاختيار السياسي الذي قام به المغرب بتنمية الصيد البحري المذر لمناصب الشغل.
وأبرز أيضا التقدم الذي تم تحقيقه في مجال النهوض بحقوق الإنسان في الصحراء المغربية، مذكرا بإحداث فروع للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية والتي تدافع " بدون مجاملة " عن هذه الحقوق.
من جانبه، أكد المدير العام لشركة فوسبوكراع (مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط) ماء العينين ماء العينين أن مبادرات هذه الشركة لا تهدف إلى الربح، مشيرا إلى أن احتياطات الفوسفاط في المنطقة ضعيفة جدا مقارنة مع باقي المناجم في المغرب.
كما أشار إلى التكلفة المرتفعة لتحلية مياه البحر، موضحا أن استغلال فوسفاط المنطقة مربح من الناحية الاجتماعية وليس الاقتصادية من خلال خلق مناصب للشغل لفائدة الساكنة المحلية.
وأبرزت حجبوها الزبير، نائبة رئيسة مؤسسة فوسبوكراع مختلف المبادرات التي قامت بها المؤسسة في مجال التكوين والتربية والحفاظ على الماشية وكذا في المجال الزراعي لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية. وقدمت بالأرقام مختلف البرامج التي تم وضعها في هذا الصدد.
وخلال المناقشة، فند سفيرا المغرب في بلجيكا، ولدى الاتحاد الأوروبي، على التوالي سمير الدهر ومنور عالم، أكاذيب البوليساريو حول النهب المزعوم للثروات في الصحراء.
كما جددا التأكيد على نجاعة مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع في الصحراء، مشددين على الطابع المتجاوز لخيار الاستفتاء بسبب استحالة تطبيقه.
وأكد الدبلوماسيان بالمناسبة على ضرورة الإحصاء العاجل لساكنة تندوف، لافتين الانتباه إلى ظروف العيش المأساوية لهذه الساكنة في وقت يتم فيه تحويل المساعدات الموجهة إليهم من قبل انفصاليي البوليساريو والعسكريين الجزائريين الذين يدعمونهم.
ويتمحور موضوع الشريط، الذي استغرق حوالي ثلاثين دقيقة، حول موضوع استغلال الموارد الطبيعية في الأقاليم الجنوبية في علاقتها بحقوق الإنسان.
ويظهر الشريط البعد البشري للاستثمارات التي قام بها المغرب في هذه الأقاليم، خاصة على المستوى الاقتصادي (فوسفاط وصيد)، وذلك في إطار سياسة موسعة تم تطويرها في مجال حقوق الإنسان.
ويؤكد الشريط، الذي يضم شهادات لمسؤولين محليين، أن الاستثمارات في العنصر البشري توجد في قلب التنمية المستدامة في المنطقة.