كتبت صحيفة (دي فيلت) الألمانية أنه " أمام الوضع المتفجر في الجزائر ، الذي تفاقم بسبب انخفاض سعر النفط وصعود الإسلام المتشدد، فإن هناك بوادر لأزمة جديدة مماثلة للأزمة في سورية على أبواب أوروبا. وفي مقال بعنوان ''الجزائر هل هي في طريق أن تصبح مثل سورية؟"، أكدت الصحيفة الألمانية أن الأزمة تتعمق واستقرار البلاد أصبح هشا بسبب انخفاض قيمة الدينار وتراجع الموارد المالية على خلفية الهبوط الحاد في العائدات النفطية.
وأضافت الصحيفة أن شبح عدم الاستقرار يسود أنحاء البلاد خصوصا أن الشعب الجزائري ليس لديه أي رؤية حول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي الذي يعد به جهاز دولة يقوده رئيس مريض.
هذا المناخ ، تضيف الصحيفة ، يذكر بالوضع الناجم عن انهيار أسعار النفط في سنة 1986 و بمأساة '' العشرية السوداء '' المعروفة والتي تمثلت في الصراع بين الجيش الجزائري ومختلف الجماعات الاسلامية.
ونقلت صحيفة (دي فيلت ) شهادات العديد من الصحفيين الجزائريين الذين حذروا من تدهور الوضع الاقتصادي وبالتالي ضعف استقرار البلاد وعدم قدرة النظام على شراء السلم الاجتماعي.
ووفق الصحيفة ، فإن هؤلاء الصحفيين يؤكدون أن هذا الوضع يمكن أن يؤدي أيضا إلى موجات جديدة من اللاجئين نحو أوروبا ، إذا سقطت البلاد في حالة من الفوضى ، مضيفين أن الشباب الذين يمثلون ما يقرب من 40 في المائة من السكان ، ليس لديه آفاق ويمكنهم مغادرة البلاد نحو أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحافيين عبروا أيضا عن خشيتهم من صعود الإسلام المتشدد في وضع يشوبه شلل السلطة وعدم اليقين من عدة أمور.
وبالفعل، فالوضع الأمني في الجزائر يثير العديد من المخاوف في جميع أنحاء العالم.
كتاب وصحفيون وعلماء سياسية وخبراء من جميع المشارب يحذرون منذ عدة شهور من سيناريو تصعيد الوضع كالنموذج السوري الذي يمكن أن يحدث نتيجة تداعيات تدني أسعار النفط ، وغياب السلطة وعدم وجود فرص للشباب.
فعلى أعمدة صحيفة (لوفيغارو) ، أكد الكاتب الجزائري بوعلام صنصال ، مؤخرا أن " الإدارة المالية والنفسية الكارثية للبلاد قد تؤدي إلى أزمة متعددة الأبعاد ، في نفس الوقت ، اقتصادية وسياسية ودينية ''.
وعبر الكاتب عن اعتقاده أن الانهيار العام في الجزائر يفتح الباب أمام كل المغامرات وأن " ربيعا جزائريا على خلفية الانتقام والاستياء سيتبعه شتاء إسلامي "، مشددا على أنه إذا حدث انفجار في الجزائر ، فإن أوروبا ستواجه حركة هجرة جماعية لن تستطيع السيطرة عليها.
ووصفت نفس الصحيفة في افتتاحية خصصتها للوضع في الجزائر ، بأن هذه الأخيرة بمثابة "قنبلة موقوتة " في المنطقة بسبب " نظام غامض يركز على النفط الذي أصبح في طريقه للنفاذ ".
وأضافت (لوفيغارو) أن " الاقتصاديين والمعارضة وحتى بعض كبار المسئولين في الدولة ، لا يستبعدون سيناريو الفوضى الاجتماعية عندما تنفذ الإحتياطات المالية ويكون النظام غير قادر على شراء السلم الاجتماعي " .