أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت، اليوم الأربعاء 06 يناير، أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، وذلك حسب ما أعلن التلفزيون الرسمي للبلاد. وذكر المصدر ذاته أن "أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح اليوم عند الساعة 10:00 (1:00 توقيت غرينيتش) "على أساس التصميم الاستراتيجي لحزب العمال الحاكم، وهو ما يمثل تقدما كبيرا في القدرات الهجومية للدولة المنعزلة ويدق ناقوس الخطر في اليابانوكوريا الجنوبية
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن الاختبار، وهذه هي المرة الرابعة التي تجري فيها كوريا الشمالية تفجيرا لجهاز نووي، جاء بطلب من الزعيم الشاب كيم جونج أون.
وفي الشهر الماضي أعلن كيم فيما يبدو أن بلاده طورت قنبلة هيدروجينية المعروفة أيضا بجهاز حراري، وهو أكبر من قنبلة نووية أقل قوة لكن حينها عبرت الولاياتالمتحدة وخبراء عن التشكك في ذلك.
وشكك مسؤولون بمخابرات كوريا الجنوبية ومحللون فيما إذا كان انفجار اليوم الأربعاء اختبارا لجهاز هيدروجيني كامل.
وذكر مكتب نائب كوري جنوبي بلجنة المخابرات في البرلمان إن قدرة الجهاز نحو ستة كيلوطن وهو نفس حجم آخر اختبار اجرته كوريا الشمالية وهو ما يعادل نحو ستة إلى سبعة كيلوطن من ثلاثي نيترو التولوين (تي.إن.تي).
وقال يانج أوك وهو باحث كبير في منتدى الدفاع والأمن الكوري "بالنظر إلى الحجم من الصعب تصديق ان هذه قنبلة هيدروجينية حقيقية."
وأضاف "ربما اختبروا نوعا من مرحلة متوسطة لجهاز بين قنبلة نووية وقنبلة هيدروجينية لكن دون أن يتوصلوا إلى أي دليل واضح من الصعب الثقة في زعمهم."
وقال جو سيرينسيون وهو خبير نووي ورئيس صندوق بلاوشيرز وهو منظمة أمنية دولية إن كوريا الشمالية ربما خلطت أحد نظائر الهيدروجين في انفجار قنبلة نووية انشطارية عادي.
وتابع قائلا "لأنه في الواقع هيدروجين فإمكانهم زعم أنها قنبلة هيدروجينية... لكنها ليست قنبلة اندماجية حقيقية قادرة على تحقيق نتائج هائلة بكثير من الميجا طن التي تخلفها مثل هذه القنابل."
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بوقوع زلزال قوته 5.1 درجة قالت كوريا الجنوبية إنه على بعد 49 كيلومترا من موقع أجرت فيه كوريا الشمالية تجارب نووية في الماضي.
وكان آخر اختبار نووي اجرته كوريا الشمالية في 2013 سجل أيضا زلزالا قوته 5.1 درجة على مقياس هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات مجلس الأمن الدولي منذ أول تجربة لجهاز نووي في 2006 وقد تواجه إجراءات إضافية. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع في وقت لاحق اليوم الأربعاء لمناقشة الخطوات التي قد يتخذها.
ردود فعل دولية
وقال البيت الأبيض إنه لا يمكنه تأكيد مزاعم كوريا الشمالية لكنه أضاف أن الولاياتالمتحدة سترد على الاستفزازات بالشكل الملائم وستدافع عن حلفائها.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن بلاده ستقوم برد صارم على تحدي كوريا الشمالية لحظر الانتشار النووي.
وقال آبي للصحفيين "اختبار كوريا الشمالية النووي تهديد خطير لأمن بلادنا ولا يمكن أن نتسامح مع ذلك بالتأكيد."
وأدانت روسيا اعلان كوريا الشمالية عن تجربتها النووية الاولى لقنبلة هيدروجينية، معتبرة انها "انتهاك فاضح" للقانون الدولي وقرارات الاممالمتحدة.
واكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان "اذا ما تأكدت هذه التجربة، فستكون خطوة جديدة من بيونغ يانغ على طريق تطوير اسلحة نووية وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن الامن الدولي". واعلنت الصين انها "تعترض بحزم" على التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية فجر الاربعاء، معتبرة انها "تجاهلت معارضة المجتمع الدولي".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ في مؤتمر صحافي "نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف اي عمل يزيد الوضع سوءا".
واضافت ان الصين ستستدعي السفير الكوري الشمالي لتبليغه اعتراضها على التجربة النووية الاولى لبيونغ يانغ منذ 2013 والرابعة منذ بدء البرنامج النووي الكوري الشمالي.
والصين متحالفة مع كوريا الشمالية لكن العلاقات شهدت بعض التوتر في السنوات الاخيرة خصوصا بسبب اصرار كوريا الشمالية على المضي في برنامجها النووي في مواجهة شجب المجتمع الدولي ورفضه.
وقالت المتحدثة ان بلادها لم تكن على علم مسبق بالتجربة التي اجرتها كوريا الشمالية الاربعاء.
ويعتزم مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ، اليوم الأربعاء، لمناقشة اختبار كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية.
وأعلن دبلوماسيون، في تصريحات للصحافة، أن مجلس الامن الدولي سيعقد، اليوم الاربعاء، اجتماعا في نيويورك بعد إعلان كوريا الشمالية عن إجرائها تجربة نووية رابعة. وأوضحت الناطقة باسم البعثة الأمريكية في الاممالمتحدة، هاجر شمالي، أن الاجتماع "سيعقد بطلب من الولاياتالمتحدةواليابان في شكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول ال15 الاعضاء" في المجلس، مستدركة بأن الولاياتالمتحدة "لا تستطيع التأكيد حاليا على أن التجربة قد أجريت بالفعل".
وفي المقابل، أكدت أن واشنطن "تدين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وتدعو كوريا الشمالية الى احترام واجباتها الدولية وتعهداتها".
وقال مسؤولون أمريكيون إن بلادهم ما زالت تحقق للتأكد من صحة صنع كوريا الشمالية لأقوى من قنبلة ذرية عادية.
ومن جهته، قال دبلوماسي غربي إنه إذا ما تأكد الاختبار النووي الأخير لكوريا الشمالية فإن أعضاء المجلس سيسعون إلى توسيع نطاق عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على بيونغ يانغ.
وفي رد فعل سريع، أدان مجلس الامن القومي لكوريا الجنوبية البلد الجار "بقوة" هذه التجربة، بينما تحدث رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي عن "تحد خطير" للجهود العالمية للحد من الانتشار النووي و"تهديد جدي" لليابان التي دخلت في فاتح يناير الى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم لولاية تستمر سنتين.
وشكل إعلان كوريا الشمالية، صباح اليوم، عن إجرائها بنجاح اختبارا لجهاز نووي هيدروجيني مصغر، مفاجأة لدول الجوار، ومؤشر تقدم كبير، بحسب المراقبين، في قدراتها الهجومية، بما يدق ناقوس الخطر في اليابانوكوريا الجنوبية.
وفي هذا الصدد، أكدت بيونغ يانغ، التي تخضع لعقوبات مجلس الأمن الدولي بسبب برنامجها للأسلحة النووية منذ أول اختبار أجرته لجهاز نووي في 2006 ، أن هذه التجربة أجريت بأمر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون قبل يومين من عيد ميلاده.
وفي سياق هذا التطور، أعربت كل من فرنسا وبريطانيا عن إدانتها واعتبرتا هذه التجربة "انتهاكا" لقرارات الاممالمتحدة.
وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان بهذا الخصوص، "في انتظار تأكيد مواصفات التجربة النووية التي أعلن عنها وسجلت ليلا في كوريا الشمالية، تدين فرنسا هذا الانتهاك غير المقبول لقرارات مجلس الامن وتدعو الى رد قوي من الاسرة الدولية".
وبنفس النبرة، أكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند أن ما جرى يعتبر "استفزازا" و"انتهاكا خطيرا" لقرارات الاممالمتحدة، مضيفا أنه "اذا تبين أن المعلومات عن تجربة قنبلة هيدروجينية كورية شمالية صحيحة فسيكون ذلك انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الامن الدولي واستفزازا ادينه بلا تحفظ".