أبرزت المجلة الأمريكية (ناشيونال إنتريست)، المتخصصة في القضايا الجيوستراتيجية والأمنية، اليوم الثلاثاء، "الدور الرئيسي" الذي اضطلع به المغرب من أجل إبرام اتفاق الصخيرات، الذي يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني، ويمهد الطريق لعودة السلام والاستقرار للبلاد. وأكد كاتب المقال، أحمد الشرعي، الناشر والعضو بالعديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صادق الأربعاء الماضي بالإجماع على القرار 2259، الذي يرحب باتفاق الصخيرات، وهو واقع سيقطع الطريق على التهديدات الدموية للجماعة الإرهابية، التي يطلق عليها +الدولة الإسلامية+".
وأبرزت (ناشيونال إنتريست) أن استضافة المغرب للمفاوضات التي توجت بهذا الاتفاق التاريخي "لم يكن أمرا مفاجئا، بالنظر إلى أن المملكة تعد فاعلا لا محيد عنه في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى "الأثر العميق" للجهود المبذولة، في هذا السياق، من قبل مصالح الاستخبارات المغربية.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن "اتفاق الصخيرات يمثل بحق بارقة أمل (...) لتشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا"، مشددة على الضرورة الملحة للقضاء على الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية الفورية لإنقاذ أكثر من مليوني شخص.
وذكرت (ناشيونال إنتريست) بأنه غداة سقوط نظام القذافي سنة 2011 بدعم من تحالف قاده حلف شمال الأطلسي، دخلت ليبيا في حالة من الفوضى والحرب الأهلية، وهو الوضع الذي شجع على ظهور ميليشيات، تمكن بعضها من احتلال الموانئ وحقول النفط.
وأمام هذه الفوضى، أعربت المجلة الأمريكية عن الأسف لأن تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن من السيطرة على جزء من الساحل الليبي، وهو ما أضحى يشكل تهديدا خطيرا لأوروبا بسبب القرب الجغرافي، وكذا بخارجها، مؤكدة أن اتفاق الصخيرات يوفر إمكانية حقيقية لعودة السلام والاستقرار إلى ليبيا ليس فقط من أجل صالح شعبها، وإنما أيضا للمنطقة ككل.