في ظل تطويق أمني محكم، ووسط حشد من المواطنين الذين لم يستفيقوا بعد من هول صدمة ما حصل، جرت زوال أمس (السبت) وقائع إعادة تمثيل الجريمة المروعة التي هزت مدينة مكناس يوم الخميس الماضي، في حين قاد التحقيق الأولي إلى إقرار الموقوفين على خلفية هذه الجريمة، بضلوعهما في هذه الجريمة ودوافع اقترافها. واوردت الاخبار معطيات صادمة بخصوص جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها رجل خمسيني كان يعيش حياة العزوبية ووحيدا بشقته، إذ تبين أن الطالبين المعتقلين استهدفا الضحية بداعي أنه يحمل «روحا شريرة»، فخططا للإجهاز عليه، بغرض تخليصه منها وتطهيره، بعدما اعتبرا أن «الروح الشريرة كانت وراء ميولاته الجنسية الشاذة».
ووفق المعلومات المتسربة من التحقيق الأولي، فإن الجانيين قاما بفصل رأس الضحية تماما عن جثته، ثم عمدا إلى التمثيل بها في طقس مرعب، قبل أن يحملا رأسه لرميها بعيدا عن مكان تنفيذ الجريمة، ثم أضرما النار بسرعة في شقة الهالك، لكي تلتهم جثته. وتم العثور بجوار جثة الهالك على صور وكتابات ذات إيحاءات شيطانية، فضلا عن حجز أدوات استعملها المشتبه فيهما في إحياء «طقوس غريبة» لحظة التنفيذ المادي والبشع لجريمة القتل.
من جهة أخرى، تواصل مصالح الشرطة القضائية بمعية الشرطة العلمية تحريات واسعة للإيقاع بعناصر أخرى على صلة بمنفذي الجريمة المروعة، خاصة بعدما اتضح أن المتهمين يُرجح أن يكونا على صلة بطائفة «عبدة الشيطان» التي تجد صداها في أوساط بعض شباب المدينة.
وكانت التحريات التي باشرتها مصالح الشرطة بمكناس، قد كشفت عن حقائق مثيرة بشأن الجريمة المروعة التي وقعت الخميس الماضي بحي «الانبعاث»، إذ قاد التحقيق إلى تحصيل أدلة وقرائن مادية تبين أن الدافع الحقيقي لاقتراف هذه الأفعال الإجرامية يتمثل في «الانسياق وراء أفكار وطقوس شيطانية».
وأفاد بلاغ لولاية أمن مكناس أن مصالح الأمن الوطني حجزت بالقرب من الجثة وباقي أطرافها المفصولة، «مخطوطات ورسومات تتضمن صورا وكتابات شيطانية»، كما عثرت على محجوزات استعملها المشتبه فيهما في إحياء «طقوس غريبة» خلال التنفيذ المادي لهذه الجريمة.