قال الصحفي الهندي، رودرونيل غوش، إن الهند مدعوة للاستفادة من الاستراتيجية المغربية في محاربة آفة التطرف الديني. وأوضح غوش، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) أول أمس السبت، أن نيودلهي، التي تواجه بدورها تحديات التطرف الديني، كما اتضح من خلال الكشف مؤخرا عن تجنيد عناصر لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الهند، يتعين عليها أن تسعى إلى إرساء سبل التعاون مع الرباط من أجل دعم جهود القضاء على آفة التطرف.
وأبرز الكاتب أنه بالنظر إلى احتضان نيودلهي للقمة الهندية - الإفريقية خلال الشهر المقبل، فإن مثل هذا التعاون بين الهند والمغرب في مجال مكافحة التطرف يمكن أن يضع الأسس لانخراط ليس فقط بين البلدين، بل قد يشمل أيضا الهند وإفريقيا ككل، مضيفا أن المملكة بإمكانها أن تشكل الشريك الأمثل للهند في إفريقيا الناطقة بالفرنسية وداعما لها لفتح قناة جديدة مع القارتين الإفريقية والأوروبية.
وشدد غوش على أن "الهند ينبغي أن تحذو حذو فرنسا، التي فطنت إلى أن تمتين علاقاتها مع المغرب أصبح ضرورة ملحة، خاصة بعد أن أدركت أن المملكة قطعت أشواطا مهمة في ما يخص معالجة بعض الأسباب الجذرية للتطرف الديني، الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا".
وفي هذا الصدد، أكد الصحفي الهندي أن التعاون مع المغرب يجد أهميته في حاجة فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى أفضل السبل لإعادة تأهيل اللاجئين إليها هربا من مناطق العنف والنزاعات، والحيلولة دون نزوعهم نحن التطرف أو تجنيدهم خدمة لقضايا إرهابية تحت ستار المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، أشار الكاتب إلى أنه سيتم إرسال أئمة من فرنسا إلى المغرب لكي ينهلوا من قيم الانفتاح والتسامح، على اعتبار أن "المغرب يعد بامتياز بطل نموذج معتدل من الإسلام ينسجم مع مبادئ ديمقراطية القرن الحادي والعشرين"، مبرزا أن "هذه المبادرة التي اعتمدها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تندرج في إطار استراتيجية مدروسة لمكافحة آفة التطرف الديني".
وتحقيقا لهذه الغاية، يضيف كاتب المقال، سيتم تكوين الأئمة القادمين من فرنسا في (معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات)، الذي افتتح في شهر مارس الماضي بغلاف مالي بلغ 18 مليون أورو.
وخلص الكاتب إلى أنه يتعين على الهند إيلاء الاهتمام اللازم لهذا البرنامج المغربي الفريد، الذي أصبح يحظى بتقدير دولي متزايد، بعد أن قررت فرنسا وعدد من بلدان المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء (مالي وليبيا وتونس والكوت ديفوار والغابون وغينيا) إرسال أئمتها لتلقي التكوين في المملكة.