تخلد الأسرة الملكية ومعها الشعب المغربي، يوم غد الثلاثاء (29 شتنبر)، ذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، وهي مناسبة سنوية لاستحضار الانخراط المتواصل لسموها في العديد من المبادرات ذات الطابع الاجتماعي والرعاية الخاصة التي ما فتئت سموها توليها للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا، لاسيما الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. فمنذ حداثة سنها اضطلعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، بدور رائد في مجال العمل الاجتماعي والإنساني وفق رؤية حداثية يرسم حدودها الالتزام الاجتماعي والإخلاص وقيم المواطنة، مع إيلاء اهتمام خاص بتوفير حياة كريمة للطفل خاصة الأطفال الصم والبكم، لاسيما وأن سموها تضطلع بالرئاسة الشرفية لمؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم.
وتكريسا لهذه القيم الإنسانية النبيلة، تحرص صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء على تقديم دعمها النوعي لهذه المؤسسة، بالوقوف شخصيا على متابعة شؤونها وتقديم شتى أنواع الدعم للأطفال الصم والبكم والسهر الدائم على راحتهم، إلى جانب حرصها على حضور مختلف التظاهرات المنظمة على مستوى المؤسسة.
وفي هذا الصدد، تحرص صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم، دوما على ترؤس حفل نهاية السنة الدراسية بهذه المؤسسة، حيث تقوم بتوزيع جوائز تقديرية على التلاميذ المتفوقين وتطلع على إنجازات تلميذات وتلاميذ المؤسسة من لوحات وإبداعات يدوية من فن التطريز والتزيين والديكور.
وهكذا ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، في يونيو المنصرم بالرباط، حفل نهاية السنة الدراسية 2014-2015 بمؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم بالرباط، وقامت بالمناسبة بتوزيع جوائز تقديرية على التلاميذ المتفوقين، قبل أن تقوم بجولة في معرض نظم بالمناسبة، واشتمل على مختلف الأعمال التي أنجزت في إطار ورشات المؤسسة.
وبفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومساعدته الدائمة، والدعم والعناية الفائقة التي توليها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، تمكنت المؤسسة من مواصلة الابتكار وتقديم الأفضل للأطفال والشباب الصم بالمؤسسة، وهو ما يتجلى من خلال مبادرات نبيلة تتلخص بالأساس في زرع قوقعات الأذن، وتوزيع الادوات السمعية الرقمية والأنظمة الإلكترونية لنقل الصوت، وتوفير ورشات تأهيلية في التكوين المهني كالطرز والحلاقة التجميلية والإعلاميات وفن الطبخ والتي ستمكنهم من اندماج سوسيو مهني ذي جودة وغيرها من المبادرات الانسانية النبيلة.
وبحق تعد مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم، مركزا مرجعيا رائدا في المغرب والمنطقة، حيث إنها توفر منذ أزيد من 40 سنة، تعليما متخصصا لفائدة الأطفال الصم، عبر توفير تعليم يرتكز على برنامج المستوى الابتدائي، وحديثا، المستوى الإعدادي، للتربية الوطنية.
وعلى سبيل المثال، فقد تميزت السنة الدراسية 2014- 2015 بتسليم محفظات لجميع الاطفال بالمؤسسة، واستكمال إعادة تهيئة وتجهيز كافة أقسام المؤسسة التي أصبحت جميعها مجهزة بالمعدات المعلوماتية.
وتتكفل مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم بتربية وتعليم ما يزيد عن 100 طفل أصم سنويا، وذلك منذ تأسيسها سنة 1972. ويتابع الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين ونصف و 6 سنوات، تعليمهم في مستوى التعليم الأولي، فيما يتابع الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 سنوات تعليمهم في مستوى التعليم الابتدائي وفقا لبرامج وزارة التربية الوطنية وبما يراعي خصوصيات هذه الفئة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن شأن مختلف المبادرات التي تقوم بها مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم، تخفيف معاناة هذه الفئة وتذليل الصعوبات التي تواجهها، في أفق ضمان اندماجها بشكل سلس في المجتمع، وتفادي أي نوع من التهميش أو الإقصاء الاجتماعي يمكن أن يطالها بسبب الإعاقة.
وتقع الأنشطة ذات الطابع الثقافي والرياضي، أيضا، في صلب اهتمامات صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، إلى جانب ترؤس سموها لجمعية حماية الحيوانات والطبيعة.