أعرب اتحاد مساجد فرنسا المنخرط في محاربة كل اشكال التطرف، عن قناعته بأن تكوين الأئمة بالمغرب،من اجل النهوض بإسلام معتدل ووسطي، يجب ان يكون في صلب أي سياسة للوقاية من الانحرافات. واكد الاتحاد في بلاغ صدر غداة التوقيع بطنجة على إعلان مشترك يتعلق بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الأئمة بمعهد محمد السادس ، ان المعهد سيستقبل كل سنة، خمسين طالبا فرنسيا من اجل متابعة تكوين لمدة تصل في المتوسط إلى ثلاث سنوات.
وذكر الاتحاد بأن الفوج الأول المتكون من عشرين طالبا، ينحدرون من مختلف مناطق فرنسا، التحقوا بمعهد محمد السادس، منذ تدشينه، فيما سيلتحق بهم ثلاثون آخرون خلال شتنبر الجاري ، مشيرا الى ان الاتفاق الثنائي ل19 شتنبر، حول تكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب، يفتح آفاق جديدة في ميدان تكوين الأطر الدينية، خاصة عبر وضع آليات للمتابعة ترمي الى ضمان تنسيق أفضل بين فرنسا والمغرب.
وأضاف الاتحاد ان المرشحين الفرنسيين الذين سيتم تكوينيهم بمعهد محمد السادس، سيسجلون بفرنسا من اجل متابعة تكوين جامعي إضافي. وأوضح البلاغ أن هذا التكوين الذي سيتم بعشرة جامعات ومعاهد فرنسية، مفتوح في وجه الأئمة ومسؤولي الجمعيات المكلفة بتدبير أماكن العبادة ، والمرشحين ليصبحوا وعاظا.
وقال المصدر أن الطلبة الذين قدمهم الاتحاد، والذين تابعوا بنجاح تكوينهم بكل من المغرب وفرنسا، سيلتحقون بمكان عملهم، المحدد سلفا، بموجب اتفاقية ثلاثية بين اتحاد مساجد فرنسا والمرشح و الجمعية المدبرة لمكان العبادة.
وكان قد تم التوقيع أمس السبت بطنجة على الاتفاقية المتعلقة بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الائمة ، بمعهد محمد السادس ،وذلك بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ووقع الاتفاقية السيدان لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.
وكان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد دشن في 27 مارس الماضي ، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وقرر جلالته يوم 24 يونيو الحاق هذه المؤسسة بجامعة القرويين العريقة .
ويضطلع المعهد الجديد الذي يقدم تكوينا للائمة من بلدان عربية وافريقية واوروبية ، بدور هام إلى جانب باقي المؤسسات في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغرب التي تحمل طابع الاعتدال و الانفتاح والتسامح.