قالت وكالة الأنباء الفرنسية في قصاصة لها قبل قليل أن دار النشر الشهيرة لوسوي تخلت عن نشر كتاب لكاترين غراسييه، والذي كان يفترض أن يصدر في النصف الأول من السنة المقبلة. كاترين أصدرت سنة 2012 رفقة إريك لوران كتابا عن المغرب، وهو الكتاب الذي احتفلت به الأوساط المعادية للمغرب، وتمت ترجمته من قبل موقع مغربي يمارس الابتزاز والدعاية المغرضة.
لكن تبين اليوم أن الكتاب لا يدخل في سياق الصحافة الاستقصائية ولكن الصحافة الابتزازية، وهو نوع من الصحافة ظهر في فرنسا مع إريك لوران وكاترين غراسييه، اللذين تم ضبطهما في حالة تلبس وهما يبتزان المغرب، وحاولا ممارسة "الشطارة" لكن المفاوض المغربي كان أذكى وأكبر من أن يخضع لابتزاز صحفيين تافهين يعتقدان أن كثرة الكتابات يمكن أن تصنع صحافيين استقصائيين.
إريك لوران هو الذي أنجز مذكرات الملك الراحل الحسن الثاني وأنجز أيضا كتاب عبقرية الاعتدال، وكان مقربا من القصر، لكن لم يفهم أن العهد الجديد له سياسة مختلفة عن العهد السابق ولكل رجل أسلوبه وسلوكه، وتبين لعرابي الصحافة الفرنسية أن صنبور العطايا قد تم إغلاقه تماما فتم تغيير الاستراتيجية وبدل كتب الدعاية بدأت كتب الابتزاز.
النشر في دار لوسوي الفرنسية مثل النشر في دار الآداب بالنسبة للكتاب العربي. فالكتاب الذي يمر من دار النشر المذكور يحوز سمعة كبيرة لأنها دار نشر لديها لجنة قراءة خاصة وقارة ومتخصصة، بمعنى أن الكتاب الذي تقره دار النشر المذكورة حاز تأشيرة الكتاب المتميز، ومثلما النشر في الدار اللبنانية مثل للكاتب العربي تعتبر شهادة لدخول عالم الكتابة الرصينة من أبوابه، فكذلك الشأن بالنسبة لدار لوسوي.
لكن تبين أن الدار الفرنسية تركز على الأسلوب ولا يهمها المضمون وقيمته التوثيقية، واليوم لما تبين لها أن مضمون ما تكتبه كاترين غراسييه تافه وأنه ليس موجها لتنوير القارئ باللغة الفرنسية ولكنه موجه لابتزاز رؤساء الدول والمسؤولين الكبار بإفريقيا، القارة التي ما زال ينظر إليها الفرنسي على انها بقرة حلوب.
وعندما نقرأ تصريحات كاترين غراسييه يتبين أننا أمام نوع من الصحفيين لا يستحيي، حيث قالت "لم أكن أريد ابتزاز أي كان ولكن وقعت في الفخ"، وأكدت "أعرف ان الامر ليس رائعا على الصعيد الاخلاقي وادبيات المهنة, لكنني لا أرى فيه اي مخالفة جنائية".
لا يهم التبعات الجنائية للقضية، ولكن ما أقدمت عليه الصحفية كاترين غراسييه وما أقدمت عليه دار النشر من وقف طباعة كتاب الصحفية المذكورة يعتبر شهادة وفاة "الكاتبة" كاترين غراسييه.